“ما زلت مؤمناً أنك إذا أردت تغيير العالم، فالصحافة سلاح فوري وأسرع”، هكذا تحدّث من يعدّ اعظم كاتب مسرحي في القرن العشرين “توم ستوبارد”، فما بالامر بتغيير العالم العربي. لا يختلف اثنان و لا يتناطح عنزان، انّنا نعيش نهاية الزمن العربي، نهاية امة إبتلعها الدهر ولم تعد موجودة إلا في ذاكرة التاريخ، لم يعد للعرب في ذمة الزمن سوى القليل القليل من المآثر، اصبحوا شعوبا مفعولا بها، في عالم لا مكان فيه الا للاقوى و الاصلب.
قبل اكثر من قرن انجز الأمير شكيب أرسلان مؤلَّفا بعنوان: “لماذا تأخَّر المسلمون ولماذا تقدَّم غيرهم؟” وكان يقصد آنذاك الغرب المسيحى؟. طرح نفس السّؤال بعده، عشرات المفكّرين والكتاب العرب، لكن من المفارقة الغريبة العجيبة، لم نسمع حاكما او سياسيا واحدا طرح السّؤال ذاته!. بما يدفع الى التساؤل عن طبيعة العقل السياسي العربى؟
هل هو عصيٌ عن التغيير وتحقيق النّجاح، وهل بنيته وموروثه التاريخى والدينى مركَبة بطريقة تجعل دولنا فى حالة رفض للتقدّم و الرقي؟ لماذا ينجح الآخرون ونفشل نحن؟ هل نملك نخبا عربيّة قادرة على ان تدفع بثورة التغيير والتنوير في العالم العربي ؟ اين يكمن الاشكال تحديدا، هل في العقيدة ام الايديولوجيا ام النعرات القومية و الشعبوية و القبلية؟ ام في انظمة الاستبداد والتسلّط!. نحتاج الى تفكيك ومُراجعة وإعادة بناء؟ نحتاج اعمال العقل و الحوار حول واقع امتنا وما يخفي لها المستقبل .
نحتاج الى ثورة ثقافية تقطع مع الظَلام والتطرّف والاهمّ مع هذا الحنين للعودة الى موروث التخلّف و الانحطاط.
موقع “عرب 21”.. سيكون صوتا للعقول النّيرة واصحاب الرّؤى الحداثية المتطوّرة التي تامل تغييرا لواقع عربي كارثي، تلك الاصوات التي تطمح لعالم عربي افضل في هذا القرن الحادي والعشرين، هذا موقعها وهذا فضاء الحرية التي تنشده.
رائع جدا كل التوفيق النجاح
I like