بقلم – حذامي محجوب – رئيس التحرير
لو كان راشد الغنوشي رئيس حركة “النهضة” أقل طمعا وجشعا، ولم يتشبث برئاسة حركته لكان وضع “النهضة” أفضل!
لو لم يخض راشد الغنوشي غمار الانتخابات التشريعية في 2019، ولم يصر على رئاسة البرلمان لاحتفظ ببعض من ماء الوجه وكان وضعه أفضل ووضع البلد أحسن حال ممّا هو عليه اليوم.
راشد الغنوشي في وضعية لا يحسد عليها.
ووضع حركته يزداد كل يوم انقساما وسوءا، أما البلد فقد انهار جراء سياسات الغنوشي القائمة على منطق العقيدة والقبيلة والغنيمة.
إن التحجر والتشبث بالرأي والتمسك بالسلطة والقضاء على كلّ منافس جعله يدخل الانقسام والتفرقة داخل النهضة وينصب نفسه بكل الوسائل حاكما بأمره على أتباعه إلى اجل غير معلوم.
بدأ الغنوشي يشن الحرب على رئيس الجمهورية قيس سعيد، بعد ان دعمه في الانتخابات الرئاسية رغم تقديم حركة النهضة لمرشحها وهو عبد الفتاح مورو.
دعمت “النهضة” قيس سعيد ليس حبا فيه أو إيمانا بقدراته بل نكاية في الأستاذ عبد الفتاح مورو الذي يحظى بالبعض من الشعبية عند بعض المحافظين.
من يعرف راشد الغنوشي ويتابع مواقفه يدرك انه مهووس بالسلطة ويريد أن يتفرد بالحكم مع وفائه الثابت لولاءاته الإقليمية.
بدأ خلاف الغنوشي مع الرئيس قيس سعيد بسبب الموقف من الوضع في ليبيا، عندما قرّر الأتراك استعمار ليبيا بالقوة وفرض أمر واقع جديد غرب البلاد.
تقدم راشد الغنوشي ودعم هذه العملية بل سارع بالتبريك ورأى في ذلك فرصة له ولجماعته.
اليوم تجري الرياح بما لا تشتهي سفن الإخوان، الأتراك الذين اصطف راشد الغنوشي وراءهم يهرولون إلى مصر ويعترفون بالرئيس عبد الفتاح السيسي قاهر الإخوان ويتخلون عن دعم قيادة الجماعة في تركيا ويغلقون القنوات التي كانت تبث سمومها ضد مصر وتحديدا ضدّ السيسي ونظامه.
لم يستشر أردوغان راشد الغنوشي في هذا التحول الكبير وغير المرتقب في سياسات تركيا الجديدة. كما يبدو إن شرط القاهرة لإعادة العلاقات المصرية التركية يمرّ عبر التضحية بالإخوان وبأمثال راشد الغنوشي.
كما أن العلاقات بين قطر والسعودية في طريق المصالحة وهذا أيضا يفرض على قطر التخلص من مساعدة الإخوان في تونس ودعمهم.
أكثر من ذلك هنالك بوادر لإعادة العلاقات بين إيران والسعودية.
يبدو أن راشد الغنوشي لا يقرا لا التاريخ ولا له القدرة على استشراف المستقبل بالتالي لم يبق له أي دور في المنطقة، بل أصبح عبءا ثقيلا على حلفاء الأمس أو قل أسياد العشرية المنقضية، لا دور إقليمي له فماذا على المستوى الوطني؟
في رأيي اكبر نقمة حلت براشد الغنوشي هو يوم وقع طرده من الحامة مسقط رأسه، تليها إحصائيات واستطلاع الرأي التي تبين في كل مرة انه أكثر شخصية منبوذة ومكروهة في تونس.
راشد الغنوشي لم يستوعب الدرس ودفع بحركته لدعم حكومة فاشلة، كما دعم غلاة الإرهاب الجدد في البرلمان وتغافل عن العنف وشجع عليه من اجل البقاء على راس البرلمان والتمتع بالحصانة.
ضحى بالبلاد والعباد وتسبب في أزمة غير مسبوقة تنذر بكلّ الانفجارات.
بالمحصّلة يجد الغنوشي نفسه ومن ورائه حركة “النهضة” خارج حسابات الكثيرين، بل خارج الترتيبات السياسية الجديدة التي تشهدها المنطقة.
وهذا ليس إلا مؤشّرا عن بداية تعافي الدولة الوطنية من تجربة حكم فاشلة ومدمّرة للدول والشعوب قادتها جماعة “الإخوان” طوال العشرية الأخيرة. وبعد ان ثبت أن الجماعات والأحزاب الدينية والمشاريع العابرة للحدود لا مكان لها في زمن الدولة الوطنية.
قيل سابقا، من أقبح أنواع الاستبداد استبداد الجهل على العلم واستبداد النفس على العقل.
برافو حذام على شجاعتك ورؤيتك الواقعية والعميقة للاحداث
تحليل دقيق و مقنع
سوف لن يختلف مصيره عن مصير كل متجبر
مقال السيدة حذام واضح كل الوضوح وكفيها بتنوير الرأي العام