“إلى ابني”.. فيلم سعودي …في تونس !

تونس – عرب 21 – ا. حذامي المحجوب.

بعد عرض فيلم “إلى ابني” في مهرجان البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية، وفي كل من دولتي الإمارات والكويت، يعود النجم التونسي ظافر العابدين إلى بلاده يوم 12 أفريل 2024 ليعرض عمله السينمائي الجديد بحضور عائلته وأصدقائه وعشاق الفن السابع، عمل إبداعي فني قال عنه بانه مولود “ سعودي بروح تونسية”، نظرا لأنه كتب السيناريو بالاشتراك مع التونسية صفاء السويسي وقام بإخراجه بنفسه، كما لعب فيه دور البطولة.

هذا العمل انجاز رائع كذلك لكل من الفنانين السعوديين إبراهيم الحساوي، وسمر شيشة وإيدا القصي وخيرية نظمي وسارة اليافعي، إلى جانب الممثل الأردني آدم أبو سخا والممثلة البريطانية إميليا فوكس، والنجم الصاعد اللبناني السعودي المولد آدم زهر، اما عن فريق التصوير والإخراج فمعظمه كفاءات تونسية.

فيلم بروي قصة إنسانية يمكن لأي واحد منا أن يعيشها في اي لحظة من لحظات مسار حياته.

قصة شاب سعودي فيصل، كان مقيما في لندن لمدة 12 عاما، ثم قرر العودة فجأة لسبب ما من المهجر رفقة ابنه الصغير إلى المملكة العربية السعودية، تحديدا إلى موطنه مدينة أبها (بمنطقة العسير).

فيلم يطرح جملة من القضايا عن الغربة التي يعيشها المهاجر العربي، عن قسوة التربية المتشددة وآثارها على أفراد الأسرة.

لكن في نفس الوقت تأخذنا مشاهد الفلم الذي صورت بين لندن وجدة وأبها إلى أماكن وربوع جميلة ساحرة بالمملكة الشقيقة تدعو إلى زيارتها واستكشافها خاصة لمن يعشق التضاريس والمتاحف الجبلية.

إشارات كبيرة في الفيلم للروابط الأسرية والمشاعر الممتزجة في المجتمعات الخليجية بين التقاليد والحداثة، كذلك للتحولات الحاصلة في المجتمع السعودي تحديدا على مستوى تحرير المرأة الذي لم يتوقف كما يعتقد البعض على قيادة السيارة بل تحول بسرعة إلى قيادة المشاريع وريادة الأعمال والإبداع النسائي في كل مجالات الحياة.

الواضح أن هذا العمل السينمائي الجديد”إلى ابني” يؤكد على إن ظافر العابدين الممثل الذي ثبت نجاحه وتميزه محليا وإقليميا ودوليا لا يريد الاكتفاء بنجومية الممثل بل يسعى لإبراز طاقة المخرج الذي يرغب في التعبير عن ذاته بتجربة إبداعية فريدة تمثّله إحساسا وفكرا وعمقا إنسانيا.

في صناعة السينما جانب تقني وحرفي لا يجب إغفاله أو الاستهانة به، لكن الأعمال التي تخلّد هي التي تلمسنا وتحركنا على مستويات أبعد من الإبهار التقني والحرفي وتدفعنا إلى نظرة أخرى إلى حياتنا.

و هذا ما أبدع فيه ظافر العابدين.

تمنياتنا له بمزيد من النجاح والتألق في عالم الإبداع والتميز الفني.