“إنسان الغد” ومستقبل البشرية في مؤتمر عالمي للفلسفة بالرياض

الرياض – عرب 21 – ابوبكر الصغير:

قيل، إن الأهم في المعرفة هو السؤال، ويجب أن يتحول كل جواب إلى سؤال من جديد، يكبر هذا السؤال هنا في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وهي تتحوّل هذه الايام الى مدينة العقل والتفكير والتفلسف والإبداع.

السعودية تفتح أبوابها لمثقفي العالم في اليوم العالمي لـ”الفلسفة”.. وهي التي تفاجئك بهذه النخب السعودية من العلماء والمفكّرين والمثقفين من الجنسين نساء ورجال.

هنا في الرياض وأنت تتابع حدثا جئت خصيصا من تونس لتغطيته تدرك انّ المرء على هذه الارض المباركة لا يحاول ان يكون رجلا ناجحا فحسب بل رجلا ذا قيمة حاملا لرسالة.

سبق للمملكة العربية السعودية ان اتخذت عدة قرارات مهمة خلال السنوات الماضية، إلى جانب الإعلان عن تدشين أول جمعية أهلية غير ربحية تعنى بالفلسفة، تجمع المهتمين والمهتمات بالشأن الفلسفي، لتمكينهم من المشاركة المجتمعية في المجال الفلسفي، وذلك في السابع من نوفمبر 2020.

وفي ديسمبر 2021 نظمت هيئة الأدب والنشر والترجمة مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة باستضافة نخبة من خيرة المختصين من داخل المملكة وخارجها ليكون منصة سعودية مرموقة لمناقشة مستجدات علم الفلسفة وتطبيقاته الحديثة، ودعم المحتوى الفلسفي متعدد الأبعاد والآفاق والموجّه لجميع الفئات المجتمعية، إلى جانب بناء جسور التعاون بين جميع المؤسسات الناشطة في مجال الفلسفة من مختلف دول العالم، ودفع عجلة البحث العلمي والأكاديمي المرتبط بالنشاط الفلسفي.

كل تلك القرارات لاقت استحساناً كبيراً من الكتاب والمفكرين والمثقفين، من النخب السعودية بشكل عام والذين اعتبروها دعائم أساسية لتنشئة جيل جديد قادر على التفكير الإبداعي الفلسفي بشكل فريد.

شكلت دورة هذا العام من المؤتمر الذي انطلق اليوم بالرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ظاهرة عالمية، حيث شهد مشاركة واسعة من المفكرين والفلاسفة والعلماء والفنانين ورواد الفضاء والكتاب والمؤرخين من مختلف الجنسيات، ليعقد هذا العام تحت عنوان: “المعرفة والاستكشاف : الفضاء والزمان والبشرية”، وذلك لمناقشة العلاقة بين المعرفة والاستكشاف، والحديث عن حيثيات هذه العلاقة التي تبلورت عبر تاريخ التفكير البشري، وتحديد آثارها على عالمنا المعاصر.

 تُشرف على تنظيم المؤتمر وزارة الثقافة السعودية ممثلة في “هيئة الأدب والنشر والترجمة ” التي ابلت البلاد الحسن من خلال منسوبيها برعاية هذا المؤتمر وضيوفه وترتيب ورشات النقاش المستفيض الذي كان راقيا ومفيدا بما ابهر كلً الحضور.

في هذا السياق اعلن الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان، بأن نجاح النسخة الماضية 2021 من المؤتمر أسهم في ترسيخ الدور الدولي للمملكة العربية السعودية في مجال الفلسفة، وعزَّز من موقعها بوصفها مركزاً إقليمياً للحوار الفلسفي.

 ختاما نشير الى مواضيع مؤتمر 2022، تتمحور حول فضاءات الوجود الحديثة، وواقع العلوم المعاصرة والعدالة في الاستكشاف، ومستجدات التقدم العلمي، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ودبلوماسية الفضاء، والتحديات المناخية، وتأثير كل هذه العوامل على مستقبل البشرية المشترك.

 للحديث صلة ومتابعة لفعاليات هذه المؤتمر الفلسفي.