ارتفاع الطلب على الذهب في الصين وسط مخاوف اقتصادية متزايدة !

عواصم – عرب 21: حذامي محجوب

تشهد الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تحولًا لافتًا في توجهات المستثمرين والمستهلكين نحو الذهب كملاذ آمن وسط مخاوف متزايدة من الركود الاقتصادي. هذا الاتجاه يبرز بوضوح في العاصمة بكين، حيث يتهافت الصينيون على شراء الذهب، ليس فقط كاستثمار، بل كوسيلة لحماية مدخراتهم في ظل التقلبات الاقتصادية.

 – في معظم مغازات المجوهرات:

يشاهد المشترون المحتملون بعناية الحلي والمجوهرات والتحف المرصعة بالذهب المعروضة التي غالبا ما تكون في الطابق الأرضي تحت كاميرات المراقبة المشددة عليها وتعرض شاشة كبيرة سعر الذهب الذي ارتفع بشكل مستمر خلال الأشهر الأخيرة، حيث بلغ حوالي 550 يوان للغرام في 27 ماي.

 الصينيون المقبلون على الشراء غالبًا ما يكونون من أصحاب المدخرات الصغيرة، يشترون كميات قليلة من الذهب سنويًا، معتبرين إياه الاستثمار الأكثر أمانًا في السياق الحالي.

 هنالك إقبال وتزايد عدد العملاء الذين يتوافدون لشراء الذهب، ويقدر الصينيون انه الملاذ الأفضل في ظل التذبذبات الاقتصادية.

 يأتي هذا التحول في وقت يكافح فيه الاقتصاد الصيني للانتعاش بعد سنوات من الوباء.

 شهدت الأسواق المالية المحلية تقلبات كبيرة، وتراجع أسعار العقارات، مما دفع الأسر إلى البحث عن استثمارات أكثر أمانًا.

 في هذا السياق، ارتفع استهلاك الذهب بنسبة 6% في الربع الأول من العام بعد زيادة بنسبة 9% في عام 2023.

 كما ساهمت الشكوك حول استقرار الأسواق العقارية والأسهم المحلية في زيادة التوجه نحو الذهب.

 وقد أثبتت الأسواق المالية المحلية عدم استقرارها، ما زاد من قلق المستثمرين الصغار، وبسبب القيود على تحويل العملة، يجد الصينيون صعوبة في استثمار أموالهم في الخارج، مما يجعل الذهب خيارًا جذابًا.

 تعزز هذا الاتجاه بزيادة احتياطات الذهب لدى بنك الشعب الصيني، الذي أضاف 225 طنًا من الذهب إلى احتياطياته في عام 2023.

 هذه السياسة تأتي في سياق توترات تجارية متزايدة مع الولايات المتحدة ورغبة بكين في تقليل استثماراتها في سندات الخزانة الأمريكية.

مع استمرار القلق من الأوضاع الاقتصادية العالمية، يبدو أن الذهب سيظل الملاذ الآمن للمستثمرين الصينيين، مما يدفع الطلب على هذا المعدن الثمين إلى مستويات قياسية عالمية.

غريب هو سلوك البشر واغرب منه ما يحصل

في السياسة الدولية، الدول القوية تعيش في خوف دائم بسبب التهديدات العديدة التي تواجهها، مما يجعلها تتخذ قرارات حذرة.

 أما الدول الضعيفة، التي لا تملك الكثير لتخسره، فترى الأفراد فيها لا يقلقون وربما يعيشون بحرية أكبر وجرأة في مواجهة التحديات.