الإمارات.. في ذكراها الخمسون: دولة مجد تسابق الزمن في نهضتها وتطورها.

تونس – عرب 21:

أن الاحتفاء باليوم الوطني الخمسين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة هو احتفاء بالإنجازات العظيمة وبالقيم والعادات والتقاليد الأصيلة التي قامت عليها الدولة، وحافظت عليها خلال مسيرتها الرائدة التي قادتها إلى مصّاف الدول العالمية، لتكون بذلك نموذجاً عالمياً ومصدر إلهام تسعى معظم الدول والمجتمعات إلى السير عليه والاقتداء به.

يفتخر العرب جميعاً بأن الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيّب الله ثراه” كان رمزاً للتسامح، مثالاً للإنسانية ورمزاً من الرموز التي ترسم حقيقة يصعب تلخيصها في كلمات، وبذلك تمكّن، مع أخيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد ال مكتوم رحمه الله , وبقية حكام الإمارات، من تأسيس دولة يُشار إليها بالبنان، وصياغة هويتها الوطنية المُتفرّدة، وبنائها على عدد من القيم الإنسانية النبيلة التي كان من أبرزها قيمةُ التسامح وتقبّل الآخر والتعايش معه.

فعلى الرُغم من كلّ ما حقّقه الشيخ زايد رحمه الله من إنجازات وما شيّده من مظاهر المدنية الحديثة، غير أنه ظلّ وفياً لطبيعته البدوية، مُتمسّكاً بعادات وتقاليد المجتمع التي نشأ عليها، وشكّلت جزءاً رئيسياً من شخصيته .

إن حجم الدول لا يُقاس بمساحتها على الخريطة، بل بتُراثها وحضارتها وانجازاتها وقد سار على هذا النهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة وإخوانه حُكّام الإمارات.

تبدأ الإمارات في هذا اليوم الذكرى مرحلة أخرى تتميز بكثير من الإنجازات والنجاحات، الداخلية والخارجية، وعلى أكثر من صعيد. وتصادف المناسبة أيضاً استضافةَ الإمارات حدثاً عالمياً غير مسبوق في تاريخ منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ألا وهو تنظيم معرض «إكسبو 2020 دبي» العالمي.

في استحضار هذه المناسبة الجليلة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة يتوجب أن نستذكر الانطلاقة التاريخية لهذا الاتحاد، والتي بدأت باجتماع حكام الإمارات السبع، واتفاقهم على الاتحاد فيما بينهم، حيث أقروا دستوراً مؤقتاً ينظم مؤسسات الدولة وأجهزتها ويحدد أهدافَها.

وفي 2 ديسمبر 1971 تمّ الإعلان رسمياً عن تأسيس دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة. واستمرت مسيرة الاتحاد ونمت حتى وصلت إلى أقصى مستوى من التطور والنهضة على مستوى منطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط ككل.

إن ما حققته دولة الاتحاد على مدى خمسين عاماً من النمو والازدهار والتألق، مثّل نموذجاً حياً وقدوةً لجميع الدول في العالم الساعية لإدارة شؤونها الداخلية والخارجية على أفضل وجه وبأنجح الأساليب.