الحبيب السبري: الرجل الذي سبق عصره !!

تونس – عرب 21:

تونس ولاّدة..

ولاّدة لرجالات يصلحون وينجزون ويعطون كلّ في مجاله..

الم يقل ذلك القائد العظيم حنبعل: “ان لم نجد طريقا فسوف نصنعه بأيدينا “.

انّه اكبر من يكون خبيرا او مهندسا او عالما في مجال من المجالات.

انه الحنكة والتجربة والمعرفة والذكاء ومع كلّ ذلك الطيبة ورفعة الخلق وكسب محبة الناس.

السيد الحبيب السبري مثالا ونموذجا من الرجال الذين اعطوا ولا يزالون يعطون لتونس ليس ثروات فحسب بل كذلك مشاريع وافكار ورؤى ومقاربات وحلولا لمشاكل استعصت وصعبت وتعقدت.

هو دائما في خدمة شعبه وبلاده ووطنه الحبيب رغم انه لم يجد لا الرعاية ولا الاهتمام من قبل الجهات والسلط المعنية اذ قد يغيب عن البعض اهمية افكاره ورؤاه وحلوله لعديد المشاكل والقضايا الحيوية التي نعيشها اليوم.

الحقيقة تشير إلى أن جل التونسيين والتونسيات الذين راهنوا على المبادرة الخاصة لا ذنب لهم سوى أنهم آمنوا وراهنوا على النجاح داخل أرض الوطن.

لم يدخروا جهدا او قطرة عرق أو مال في خوض تجربة الإنتاج والنماء بغاية الإضافة للبلاد والعباد وتثمين المكتسبات المادية واللامادية ليتجرعوا ولسوء حظهم مرارة اليأس وليجروا أذيال الخيبة بعد التنكيل بهم من قبل منظومة البيروقراطية المدمرة المقيتة والنافذة مسنودة بحزمة قوانين بالية تفتك كل بصيص أمل وبذرة خير وفرصة نجاح في هذا الوطن العزيز.

من المؤسف حقا ان نرى افكار ومقاربات السيد الحبيب السبري الذي يُشهد لها بنجاعتها وافضليتها عالميا في الصين والمانيا وتركيا والسعودية الخ. والتي تعدّ كذلك افضل الحلول وانجعها لمشاكلنا تعتمد اليوم وينطلق العمل بها في بلدان شقيقة كالجزائر حيث تم التوقيع على مشروع استثماري جزائري-إيطالي متكامل لإنتاج الحبوب والبقوليات بمساحة 36 الف هكتار بما سيساعد في تغطية العجز الغذائي.

بالمناسبة لا بدّ ان اذكر ما حصل مع السيد الحبيب السبري نفسه حيث انشا احد اهم المجمعات الصناعية ببلادنا تحديدا بولاية القيروان لتغلق فيما بعد وليجد الاف العمال انفسهم في حالة بطالة قسرية، السبب قرار اداري ما انزل به الله من سلطان بتوظيف بل باسقاط وفرض اداء جديد بمبلغ اكثر من مرة ونصف المرة من ثمن مادة يتم تصديرها الى الخارج وتوفر لبلادنا مائات الملايين من الدولارات والاوروات من العملة الصعبة، تم ذلك بدون اي دراسة او استشارة مسبقة مع المعنيين بالامر او حتى تقييم ونظر في وضع السوق العالمية وموقعنا مع الجهات المنافسة التي كانت المستفيد الاكبر من هذا القرار وافتكّت كلَ حرفاء مؤسساتنا ومصانعنا.

 رغم هذه المظلمة والمصاب ضحى السيد الحبيب السبري، بماله الخاص، وباع رزقه من اجل تعويض عملة مجمّعه الصناعي وهم بالمائات.

ما يحزّ في النفس زمن هذه التطورات الماساوية التي شهدتها مؤسسات السيد الحبيب السبري غياب تام للسلطات الجهوية وصمت غريب لمن بيده قرار انقاذ هاته المجمعات الصناعية والحرص على مواصلة نشاطها بالتالي عدم القاء الاف العمال المباشرين وعشرات الالاف الاخرين غير المباشرين في متاهات الفقر والجوع والخصاصة.

 ما يخجلني حقا نكران افضال شخص أشعل لشعبه أصابع يديه شموعا لينير لهم طريق النجاح.

 شخص خدم الشجر فأثمر، وخدم البشر فأنكر.