بقلم – ابوبكر الصغير
هي أعزّ بلادِ الله في الأرض موطناً ومولد خير الأنبياءِ محمد، هي أشرف الأماكن وأجل المقدسات وخيرة البلاد.
انّ المرء خلال كلّ رحلاته عبر ربوع هذا الكون كلّه لن يشعر براحة مثل التي يشعر بها في مكة، وأثناء إقامته بها.
هُنا المسائل تسُأل، هُنا الأحزان تُغسل، هُنا الهموم تتبدل.
مكّة المكرمة في بلاد خير بقاع الأرض وأطهرها، فيها كل شيء مختلف ماؤها، هواؤها، أهلها الطيبين.
انَها المملكة العربية السعودية بقيمها الانسانية الداعية إلى إرساء دعائم السلام، وبشعب وصفه الأمير محمد بن سلمان بالعظيم ” يمتلك همة لن تنكسرَ ” وبقيادة ملك صادق عازم على تحقيق الرخاء والرفاه والأمن لشعبه، وولي عهد امين يمثّل نموذج القيادة بالقدوة على أكمل وجه، جعلت ضمن اولى اولياتها امانة خدمة والحفاظ على الحرمين الشريفين.
يشهد التاريخ انّ المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها سخرت كلّ امكاناتها في سبيل خدمة الحرمين الشريفين وعمارتهما وتقديم أقصى سبل ووسائل الراحة والخدمة لقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار.
تذكر الوثائق التاريخية أن الإمام سعود الكبير بن عبدالعزيز بن محمد آل سعود عندما دخل مكة عام ١٢١٨هـ قام بالكثير من ذلك تأمين الناس على أرواحهم وأموالهم وإلغاء الضرائب بغير وجه حق وإزالة الأعمال الشركية وهدم القباب ومنع كل ما من شأنه أن يعكر صفو الحجاج أو يفسد عليهم حجهم.
ذكرت المصادر والكتب التاريخية أن الإمام سعود حينما دخل مكة المكرمة كتب كتاباً إلى السلطان سليم الثالث هذا نصه ” من سعود إلى سليم.. أما بعد: فقد دخلت مكة في الرابع من المحرم سنة 1218هـ وأمّنتُ أهلها على أرواحهم وأموالهم بعد أن هدمت ما هناك من أشباه الوثنية وألغيت الضرائب إلا ما كان حقاً، وثبتُّ القاضي الذي وليتهُ أنت طبقاً للشرع، فعليك أن تمنع والي دمشق ووالي القاهرة من المجيء بالمحمل والطبول والزمور إلى هذا البلد المقدس، فإن ذلك ليس من الدين في شيء، وعليك رحمة الله وبركاته “.
ان العناية بالحرمين الشريفين على يد أمراء وملوك الدولة السعودية منذ عهد التأسيس حتى وقتنا الحاضر سياسة ثابتة راسخة تشكل أهمية بالغة لديهم.
استمرت أعمال الاهتمام والإصلاح والتعمير والتطوير منذ ذلك الوقت حتى وقتنا الحاضر وهذا العهد الذي وصلت فيه خدمة الحرمين إلى مرحلة لم يسبق لها مثيل، إذ يتواصل الاهتمام والمتابعة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز شخصيا وولي عهده محمد بن سلمان لتذليل كافة العقبات في سبيل عمارتهما وسهولة الوصول إليهما وتوسعتهما ليؤدي حجاج ومعتمرو وزوّار مكة والمدينة مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان واطمئنان.
انَ أهـلك يا مكة أهل الجود والكرم، قـد تفضل الله عليهـم بالنعـم، واجتباهم منذ القدم، فأظهر فيهم سيد الخلق والأمم.
فلمكةَ يشتاق الفؤادُ المتيَّم وتهفُو إليها الرُّوحُ والقلبُ والدَّم.