السعودية الجديدة

 الرياض – عرب 21 – كتب ابوبكر الصغير

 شكّل بناء الدولة السعودية الأولى سنة 1727 برجالها وقادتها عبر تاريخها الطويل من داخل المكون الاجتماعي لمحيطها بعلاقات راسخة بين حكامها ومواطنيها، نموذجا فريدا في ظهور الدول ونشاتها، فهي لم تكن يوماً من الأيام دولة مستوردة لا ثمرة غزو ولا باستعمار خارجي او قرار اممي، بل دولة وطنية تاسّست بيد ابنائها بفضل حكمة قيادة وفية مخلصة لشعبها.

 تاسيس الدولة السعودية شكل إطلاقاً لحركة تحرّر عربي واستقلال عربية حقيقية وانعتاقاً من حالة الاستعمار والتبعية واللا دولة والفوضى العارمة، وإحلال الدولة الوطنية المنظمة مكانها.

 انّ تأسيس إمارة الدرعية المستقلة التي تعدّ النواة المؤسسة للدولة السعودية، سبق تأسيس الدولة العلوية الألبانية في مصر سنة 1805 بحوالى 78 عاماً، ثلاثة أجيال كاملة كانت كفيلة بتغيير وجه الجزيرة العربية والإقليم كافة، وهو ما دفع دول التخوم في إسطنبول وبعض العواصم الغربية للالتفات للدولة الفتية في نجد، والاتفاق على محاربتها والقضاء عليها، لإنهاء المشروع الوطني العربي النهضوي والمستقل.

 في سياق متّصل كشفت الدكتورة جواهر آل سعود وهي باحثة سعودية متخصصة في التاريخ السعودي والدراسات الوثائقية، تمتلك آلاف الوثائق الأجنبية، عن جوانب مهمة في تاريخ أول دولة مركزية في الجزيرة العربية، أسسها الإمام محمد بن سعود، انطلاقاً من ” الدرعية ” وعُدّت أول نواة لقوة عربية إسلامية فتيّة انبثقت من وسط الجزيرة العربية قبل 3 قرون كاشفة عن تجربة ثرية للأمراء السعوديين في الحكم منذ 300 عام، وطموحهم لإنشاء إمبراطورية.

 موضحة أنه طبقاً للوثائق الأجنبية التي تمتلكها، والتي تتعلق بتاريخ الدولة السعودية فإن الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى، الملك السعودي الأول، كما أطلقت عليه الوثائق البريطانية، وجد أهمية فرض النظام الذي يعتمد على إدارة رجل قادر على تحمل المسؤولية اللازمة لاتخاذ قرارات حاسمة، من شأنها توفير الأمن والاستقرار للمنطقة.

 مضيفة أنه نتيجة للمتغيرات التي استجدت في المنطقة، وما اتخذه من قرارات عجّلت من انطلاقه نحو هذه المهمة الصعبة في إخراج عرب الجزيرة العربية من التناحر والتقاتل، والمضي في مشروعه لتوحيد الجزيرة العربية.

 لهذا يختزل يوم التاسيس السعودي تاريخاً مجيداً امتد على أكثر من 300 عام من العراقة والرسوخ والعمق التاريخي والحضاري الذي يجعل الشعب السعودي يعتز بالماضي ويصنع حاضرا مُشرقا، ويستشرف مستقبلا زاهرا مزدهرا بقيادة حكيمة رشيدة على راسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي كتب في تغريدة على صفحته بموقع ” تويتر “، أن الاحتفاء بهذا اليوم هو احتفاء بتاريخ دولة، وتلاحم شعب، والصمود أمام كل التحديات، والتطلع للمستقبل “.

 انّ السعودية اليوم مكاسب وإنجازات تتحقّق وتتواصل في إطار نهضة شاملة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وينفذها ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي بث روح الشباب في أوصال الدولة السعودية بأفكاره ومبادراته وسياساته، وقاد مملكة اليوم إلى ما بات يعرف بـ”السعودية الجديدة”، التي تعد “رؤية 2030” خارطة طريق لنهضتها.