مكة – جدة – ابوبكر الصغير – عرب 21 :
من فوق جبل ” الرحمة “.. الحجاج يتضرعون بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى.
أصوات تتعالى وسط أجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، لحجاج متضرعين بالدعاء وترقب لساعة الإجابة، بأن يمن الله عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة، في خير يوم طلعت فيه الشمس.
إن الإنسان يمكنه أن يعيش بلا أب أو أم، ولكنه لا يمكنه ذلك بدون رحمة من الله.
على ارض المملكة تنثر الرحمة بذورها، تسكن قلوب اهلها الذين لا يمشون في الناس إلا رحمة لهم ولا يعاملونهم إلا بعطف ومحبة وإنصاف.
الجمهورية الفاضلة غير التي حاول حكام ” سيراكوزا ” بناءها حلما بمدينة افلاطون فيلسوف اليونان العظيم، بل رايناها هنا على ارض مملكة حبيبة عزيزة على قلب كلّ مسلم.
انّ الرحمة في الله حياة. فهي ليست الشفقة العارضة، وإنما هي نبع للرقة الدائمة، ودماثة الخلق وشرف السيرة.
وأي عظمة، وأي شرف منّ به الله سبحانه وتعالى على المملكة لخدمة ضيوف بيته العامر.
وايّ عظمة وسموّ بان يوصف قادة وملوك هذا البلد العزيز ليس بصفات ومسمّيات الجلالة والسعادة والفخامة بل بخدمة الحرمين الشريفين، هل بعد هذا موقف وقول عن قيادة حكيمة رشيدة بقدر ما احبّها شعبها تعلّق بها مسلمو هذا العالم.
هنا في السعودية الرحمة هي جوهر القانون، هنا كذلك تزرعُ الرحمة وروداً في طريق كل حاج ومعتمر وزائر وراغب ومحتاج ليحصد عبق الذكرى بعد المغادرة والرحيل.
الزهرُ للنور بطبعه منجذب ميال، كذلك الرحمة في هذه المساحة من الارض تجذب المحبة وتصنع املا بان يكون القادم اجمل وافضل بحول الله.