لماذا لم يوجه نداء تطوع لشغاليه من الحرفيين بان يتولّوا بأنفسهم ترميم مقر المنظمة !!
تونس – عرب 21:
أقحمت تكلفة تجديد وصيانة المقر التاريخي للاتحاد العام التونسي للشغل في دائرة الانتقادات رغم تصريح المعلق غازي معلى المفاجئ بان “المقرّ ليس ملكا للاتحاد” !!.
خلف هذا الامر حالة من الاستياء في صفوف الطبقة الشغيلة في تونس وكذلك شرائح مهمة من الرأي العام، ووجه عدد من التونسيين سهام نقدهم لقيادة المنظمة متهمين إياها بالحسابات الخاطئة في هذا الظرف الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي تعيشه البلاد.
فبعد أشغال استمرت لنحو ثلاث سنوات بكلفة أولية في حدود 29 مليون دينار تم يوم غرة ماي تدشين المقر.
وأفاد سامي الطاهري عضو المكتب التنفيذي للمنظمة الشغيلة والناطق الرسمي باسمها في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء على هامش التجمع العمالي بساحة محمد علي بأن تدشين مقر المركزية النقابية في ثوبه الجديد يليق بعراقة الاتحاد ودوره التاريخي في البلاد، لافتا إلى أن التكلفة الأولية قدرت بـ29 مليون دينار.
وكانت البناية في السابق مقرا للجندرمة الفرنسية، وأصبحت منذ استلامها في الثاني عشر من جوان من سنة 1955 مقرا للاتحاد العام التونسي للشغل.
وأوضح أن بعد حوالي خمسة وستين عاما أصبح المقر قديما نسبيا ووجب ترميمه بشكل جذري، مشيرا إلى أنه تم منذ انطلاق الدراسات الفنية الحرص على الحفاظ على واجهة الاتحاد التي قال إنها مصنفة ضمن التراث التونسي.
في حين يرى عدد من الخبراء والمختصين بان الاتحاد لم يكن مطالبا بصرف كلّ هذا المبلغ الضخم جدا والذي كان يوفر بناية جديدة بسعر اقل للمنظمة او قطعة ارض شاسعة يتم بناء عليها مجمع عمالي خاصة وقد تمكن من مقرّ فخم جديد بمنطقة حي الخضراء فضل تأجيره والاستغناء عن استغلالها.
لكن الأهم في كلّ ذلك وفي تقدير موقف البعض انّ الاتحاد الذي يضم مئات الآلاف من المنخرطين من المهندسين وخبراء وفنيين في البناء والكهرباء والصيانة والتأثيث والديكور وحتى البستنة كان أولى أن يوجّه نداء بالتطوع لترميم المقرَ بسواعد أبنائه وكذلك بطلب دعم مؤسسات بالمواد الأساسية الضرورية وهو أمر قد غاب عمّن بيدهم التفكير والقرار داخله.
وكان يمكن ان يوفّر هذا المبلغ 29 مليون دينار لمساعدة عشرات الالاف من العمال العاطلين او من الذين تم تسريحهم من مراكز شغلهم، او حتى القيام بلفتة لمئات المدارس خاصة في المناطق الفقيرة النائية بصيانة مبانيها وتوفير ضرورات تحتاجها.