الفيلسوف ايريك سادان وصرخة فزع من تطوّر الذكاء الاصطناعي..!.

تونس – عرب 21: حذامي المحجوب:

‏‎نظم معهد تونس للفلسفة وكرسي الإيسسكو للتفكير في العيش المشترك برئاسة الدكتور فتحي التريكي يوم 16 فيفري 2024 محاضرة لايريك سادان حول الذكاء الاصطناعي، حضرها العديد من الفلاسفة والمثقفين والباحثين والمشتغلين بالهندسة والاعلامية والطب وكل ما له علاقة بالذكاء بمختلف فروعه …

كانت النقاشات من نواحي مختلفة.

‏‎كانت المقاربة التي قدّمها المفكر ايريك سادان فريدة من نوعها، رغم انه اكد انه لن يتخطّى تشخيص آثار الذكاء الاصطناعي على الواقع الإنساني الراهن، فقد فتح بتفكيره آفاقا كبيرة للتفكير في هذا الزلزال الناتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي وانتشاره بسرعة الضوء اليوم، لم يؤكد على الناحية الاجتماعية التي اصبحت معلومة والتي تتمثل في فقدان جل الوظائف تقريبا وانهيار العلاقات العاطفية والاجتماعية بين الأفراد، بل حرص على مجال العقل والفكر والإبداع والحرية.

اشار إلى صعوبة هذه المقاربة على الأذهان اليوم.

‏‎وعدم تقبلها لاننا اصبحنا نعيش حالة من الإنبهار لما حصل من ناحية، وحالة من الإنتظار لما سيأتي من تطورات تكنولوجية من ناحية اخرى بسبب السرعة الفائقة لتطور الذكاء الاصطناعي التي لا تترك لنا مجالا لا للتفكير ولا لأخذ المسافة، فنحن ازاء حاضر ديناميكي سريع يصعب أن نواكبه فكريّا او نقيمه، إلا على سبيل المشاهدة والوصف.

‏‎أمّا بالنسبة لمن هو في وضع المستهلك للتكنولوجيا فهو خارج التاريخ تماما لانه يخلط بين الذكاء الاصطناعي والبرامج الاعلامية العادية الذي تحرره من الأعمال الشاقة (من كتابة وترجمة وتصنيف أعمال واتصالات سمعية وبصرية …وما إلى ذلك ).

‏‎إن عنصر الزمن العلمي الفكري ضروري لتمثل هذا التغير في العقل نفسه التي يبدو انه سيحدث القطيعة التامة بين اجيال القرن العشرين والواحد والعشرين في المستقبل القريب قد لا تتعدى بضع السنوات ولا احد يمكن ان يتأكد انها لا يمكن ان تتجاوز كذلك بعض الشهور.

‏‎من هنا جاء تاكيد سادان على كونه المشخّص للوضع لا غير، ومع ذلك فقد شعر كل الحاضرين بصرخة الفزع التي اطلقها عندما استعاد ما اطلقه بول فاليري الذي عبّر من قبل عن صرخة فزع مماثلة ونبه من حصول خراب بيولوجي، قد يصيب الإنسانية…

‏‎صرخة فزع اريك سادان تتجه اليوم الى الذكاء الطبيعي، إلى الابداع human genius أي إلى العقل بكل معانيه …

وانتهى سادن إلى امر آخر لا يقل خطورة عن الاول ويمكن ان نختزله في سؤال: ما هو مصير

‏‎الشعوب التي لم تنتج الذكاء الإصطناعي ولم تطوره وكذلك تلك التي لا علم لها بوجوده، وهي اكثر عدد ا من الذين أنتجوه ؟.