المغرب: عيدان في يوم واحد

الرباط – عرب 21:

مناسبتان في يوم واحد يعيشهما المغاربة في الـ21 من شهر اوت كل عام، يستحضرون فيهما مسيرة إنجازات ملك.

فاليوم الـ 21 اوت يصادف العيد الـ60 للملك محمد السادس، وكذللك يوم الشباب في المملكة المغربية.

عندما اعتلى عرش البلاد، كان عمره حينها لا يتجاوز الـ36 عاماً. فلُقب حينها بملك الفقراء الشاب، لأن تدبيره لشؤون البلاد بُني على الانتصار للضُعفاء ودعم قدرات الشباب.

واليوم، يُتم العاهل المغربي، الملك محمد السادس عامه الستين، برصيد خير وازن، عنوانه خدمة شعبه، وتفاصيله سياسة تدبيرية، وبُعد نظر استراتيجي، قاد البلاد إلى مصاف الدول الرائدة في أكثر من مجال.

ستون عاماً، قضى ما يُناهز النصف منها على كُرسي العرش، ساهراً على استقرار البلاد وتطورها، مُحققاً فيها مكاسب جمة لشعبه، وتموقعاً دولياً غير مسبوق لبلاده.

في سن الرابعة بدأ مساره الدراسي الواعد، عندما أدخله والده الملك الراحل الحسن الثاني، الكتاب القرآني الملحق بالقصر الملكي.

أنهى الابن الدراسة في السلكين الابتدائي والثانوي بالمعهد المولوي، وحصل على الباكالوريا، في شهر جوان 1981.

وفي موضوع: “الاتحاد العربي الأفريقي واستراتيجية المملكة في مجال العلاقات الدولية”، نال عام 1985 الإجازة في الحقوق من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط

نال شهادتان للدراسات العليا في العلوم السياسية والقانون العام، قبل أن يحصل، في أكتوبر من عام 1993، على شهادة الدكتوراه في الحقوق بميزة مشرف جدا، من جامعة “نيس صوفيا آنتيبوليس” الفرنسية، إثر مناقشته أطروحة في موضوع “التعاون بين السوق الأوروبية المشتركة واتحاد المغرب العربي”.

وفي العام 2000، منحته جامعة “جورج واشنطن” درجة الدكتوراه الفخرية.

عندما كان وليا للعهد، راكم محمد السادس خبرات سياسية وتدبيرية عدة، بتوليه منذ ريعان شبابه مسؤوليات جسيمة، إذ كلفه والده الملك الراحل الحسن الثاني بمهام عديدة على الصعيد الوطني العربي والإسلامي والأفريقي والدولي لدى رؤساء دول شقيقة وصديقة.

وكانت أول مهمة رسمية له خارج الوطن، يوم السادس من أفريل 1974، حيث مثّل والده الحسن الثاني، في الحفل الديني الذي احتضنته “كاتدرائية نوتردام دو باري”، تخليدا لذكرى رحيل الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو.

وفي حين وُصف والده الحسن الثاني، بمؤسس دولة ما بعد الاستقلال، فالابن، وُصف بباني المغرب الحديث، الذي حقق إنجازات غير مسبوقة في تاريخ البلاد، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحقوقيا.

خلال الأعوام الـ18 الأولى من حكمه، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للمغرب من 42 مليار دولار في عام 1999 إلى 110 مليار دولار بحلول عام 2017، مع تحسن مناخ الأعمال، وارتفاع الاستثمارات الأجنبية، وتحقيق البلاد ريادة في مجال الصناعة، وإنتاج الطاقات المتجددة.

مدونة الأسرة، ذلك النص القانوني الذي وُصف بـ”الثوري” عند إقراره عام 2004، مانحاً المرأة العديد من الحقوق، كالطلاق وحضانة الأطفال والوصاية الذاتية، مع رفع الحد الأدنى لسن الزواج إلى 18 عاماً.

واليوم يُعيد الملك دعوته إلى تعديل النص ومُراجعة أحكامه وتجويدها.

أما دستور 2011، فيُعتبر نموذجاً تاريخيا للاستماع لنبض الشارع والاستجابة السريعة لتطلعاته.

نصٌ دستوري قال عنه فقهاء القانون إنه “دستور حقوق الإنسان بامتياز”، وما تلاه من مكاسب سياسية واجتماعية.

عند اعتلائه العرش لم تكن شبكة الطرق تتجاوز الـ 400 كيلومتر، لكنها إلى غاية عام 2021 باتت تناهز الستين ألف كيلومتر، 1800 كيلومتر منها، عبارة عن طريق سيار. ناهيك عن خطوط القطار، والقطار فائق السرعة، الذي يُصنف الأسرع في أفريقيا.

أما سياساته الرشيدة فتنوعت ما بين تجاوز الأزمات والظروف الصعبة، وتحويلها إنجازات ومحطات تدفع بالبلاد سنوات إلى الأمام. كجائحة كورونا التي أثمرت تضامنا وتآزرا شعبيا واسعاً، وخلقت مساحة كبيرة للإبداع المغربي. قبل أن يأتي المشروع الملكي الواعد، بتعميم الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية لجميع المغاربة بلا استثناء.

لميلاد ملك المغرب مكانة كبيرة في وجدان المغاربة، فهم يتخذونه عيداً وطنياً للشباب، بدأ الاحتفال به في جويلية عام 1956.

وكانت البلاد حينها حديثة العهد بالاستقلال، حيث قرر الملك الراحل محمد الخامس الاحتفال بعيد ميلاد ولي العهد آنذاك الأمير مولاي الحسن، ليصبح تاريخ عيد الشباب في عهد الملك الحالي هو 21 أوت من كل سنة.