عواصم – عرب 21:
أمام الاعتراف الدولي المتواتر بمغربية الصحراء والاجماع على الحل السياسي الذي تقترحه الرباط لتسوية الأزمة، تتجه فرنسا، حسب محللين، لمراجعة موقفها “المحايد” في ظل التغييرات الجيوسياسية والنجاحات الدبلوماسية المغربية.
لقد شهدت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا، خلال السنوات الثلاث الماضية، بعض اللحظات الاستثنائية إذ تميزت بمواقف خارجية غامضة وتذبذبات سياسية غير منتظمة، في وقت لم تكن باريس واضحة بشأن رؤيتها السياسية في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
ويقول الباحث جمال آيت لعظام، المتخصص في قضية شمال أفريقيا والصحراء المغربية في كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة جيلين في تقرير نشره موقع مودرن بوليسي، إن موقف فرنسا يتناقض مع الحل السياسي الحقيقي الذي يقترحه المغرب والمتمثل في الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
ويضيف آيت لعظام أن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: ما هي الأسباب الأساسية للأزمة بين المغرب وفرنسا؟ وكيف يمكن حلها؟.
تتمسك فرنسا بموقف محايد بشأن قضية الصحراء المغربية. ومع ذلك، فقد كانت داعمة في الغالب لموقف المغرب في المنتديات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن، وقد استمر هذا الدعم حتى الوقت الحاضر.
على الرغم من الشكوك، لم تفقد وزارة الشؤون الخارجية المغربية الأمل في تغيير تحالفها الأوروبي للعلاقات الإستراتيجية وإرثها في الدبلوماسية.
ومؤخرا، صوتت فرنسا و12 عضوا آخر في مجلس الأمن لصالح قرار يدعم موقف المغرب بشأن قضية الصحراء، فيما امتنعت روسيا وكينيا عن التصويت.
ونتيجة لذلك، تم تمديد عمل بعثة المينورسو لمدة عام آخر. ويشير هذا القرار إلى أن العلاقة بين المغرب وفرنسا لم تتأثر وتبقى إيجابية، رغم التوتر المتوقع بسبب التحول الكبير في ملف الصحراء لصالح المغرب منذ الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء.
وعلى صعيد الشؤون الخارجية أصبحت الصحراء المغربية محورا رئيسيا لجهود الدبلوماسية المغربية.
ويسعى المغرب للحصول على موقف واضح من الحكومة الفرنسية في ما يتعلق بسياستها الخارجية تجاه الصحراء المغربية. وفي الوقت الراهن، غيرت المملكة المغربية خطابها بشأن نزاع الصحراء، مدركة أن طبيعة علاقتها مع أيّ دولة قد يحددها موقفها من هذه المسألة.
ويهدف المغرب إلى حل هذه المشكلة التي أعاقت في السابق قدرتهم على التحرك والمضي قدما في المبادرات.
ويتوقع المغرب أن تتخذ فرنسا موقفا محددا بشأن النزاع على الصحراء المغربية نظرا للعلاقات التاريخية بين البلدين.
وتعود هذه العلاقات إلى فترة احتلال فرنسا لمنطقة شمال أفريقيا، وكان نفوذها في المنطقة كبيرا، ولذلك يعتبر موقف فرنسا من هذه القضية حاسما نظرا لدورها المؤثر في المنطقة.
وفي هذه المرحلة، من المهم أيضًا النظر في العوامل الأخرى التي ساهمت في تفاقم الأزمة، مثل حاجة فرنسا إلى إعادة بناء علاقة إستراتيجية مع دول شمال أفريقيا بعد خسارتها لمكانتها بسبب التنافس بين الولايات المتحدة والصين وروسيا في المنطقة.
ونشأ الخلاف الدبلوماسي المغربي – الفرنسي بسبب تدخل الإدارة الفرنسية في السياسة الداخلية للمغرب من خلال قضية الصحراء المغربية.