اليوم الوطني السعودي: صدارة عالمية

عواصم – عرب 21:

ذات يوم من عام 1351هـ، الموافق 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة بطولية حافلة قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، وتمكن رحمه الله من تجميع شتات مملكة.

نظم الملك عبدالعزيز رحمه الله دولته الحديثة على أساس من التحديث والتطوير المعاصر، حيث أنشأ عدداً من الوزارات، وأقامت الدولة علاقات دبلوماسية وفق التمثيل السياسي الدولي المتعارف عليه رسمياً، وتم تعيين السفراء والقناصل والمفوضين والوزراء لهذه الغاية.

وعندما تأسست جامعة الدول العربية في القاهرة عام، 1945 كانت المملكة العربية السعودية من الدول السباقة والداعمة لقيام الجامعة وتأسيسها. وانضمت المملكة ومنذ انطلاقها إلى العديد من المنظمات والاتفاقيات الدولية، نتيجة لثقلها الكبير في موازين القوى ودورها المحوري في دعم المبادرات التي تدعم مستقبل الأمم والعالم لما فيه الخير للجميع، لذلك كانت من أوائل الدول التي وقعت ميثاق هيئة الأمم المتحدة.

أرسى القائد المؤسس قواعد دولته، وأرسى الأمن في المملكة العربية السعودية، مستنداً على دستورها ومنهجها من كتاب الله الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فبدّل خوفها أمناً، وجهلها علماً، وفقرها رخاءً وازدهاراً، وسار من بعد المؤسس رحمه الله أبناءه البررة على نفس النهج من التطور والبناء.

يستعيد أبناء المملكة العربية السعودية ذكرى توحيد البلاد، وهم يعيشون واقعاً جديداً، خطط له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

 واقعاً حافلاً بالمشاريع الإصلاحية، بدءاً بالتركيز على إصلاح التعليم والقضاء، مروراً بالإصلاح الاقتصادي والصناعي والصحي والاجتماعي، والذي تمثله “رؤية السعودية 2030″، إضافة إلى ما بذلته المملكة العربية السعودية من جهود متميزة في خدمة الأمتين العربية والإسلامية وترسيخ مكانتها في المحافل الدولية والعالمية، بفضل الإرادة السياسية الثابتة لخادم الحرمين الشريفين وصولاً إلى بناء مجتمع متماسك، عماده الوحدة الوطنية.

لاشك أن ما تعيشه المملكة العربية السعودية من نهضة وتطور منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز مرور بما حققه أبناؤه البررة حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي يشهد نقلة حضارية تنموية من خلال العديد من الشواهد والمنجزات التنموية والتطويرية على كافة الأصعدة والمجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وبناء الإنسان السعودي والمكانة المميزة التي تتبًوّؤ بها المملكة بين دول العالم. وما تملكه من موارد طبيعية وبشرية متطورة وموقع جغرافي مميز، وما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي، ومكانة رفيعة جعلت العالم ينظر إليها بكثير من التقدير والاحترام، وكل هذه المعطيات سوف تسهم بشكل مؤثر وسريع في تحقيق وإنجاح أهداف رؤية المملكة 2030.

فاليوم المملكة العربية السعودية احتلت مكانة عالية على الساحة الدولية، وباتت دولة ذات ثقل في القرار الدولي، وعضواً فاعلاً في الكثير من المنظمات الإقليمية والدولية، ومثل ذلك سجلت حضورها بامتياز كعضو فاعل ومؤثر في الاقتصاد العالمي، وأحد أعضاء مجموعة الـعشرين، واستضافتها لاجتماعات قمة العشريين في عام 2020 دليل على مكانتها الدولية.

إن مشروع رؤية المملكة 2030 يُعد نقطة تحول تاريخية في خارطة المملكة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وفق رؤية طموحة شاملة كافة الجوانب التنموية نحو غد مشرق ومستقبل واعد بالمزيد من التطور التنموي وتأكيد على النظرة الثاقبة للقيادة الحكيمة لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة وبناء دولة عصرية تواكب مسيرة الحضارة العالمية وعطاءاتها.

بنسبة نمو تقترب من 7.6%، يتوقع صندوق النقد الدولي في تقريره السنوي لعام 2022 أن يُسجل الاقتصاد السعودي أعلى نسبة نمو بين جميع اقتصاديات العالم، وذلك في ظل توقعات الصندوق بارتفاع النمو غير النفطي في المملكة إلى 4.2%، وزيادة فائض الحساب الجاري إلى 17.4% من الناتج المحلي الإجمالي، واحتواء التضخم عند 2.8%، مُشيرًا إلى أن النشاط الاقتصادي في المملكة يشهد تحسنًا قويًا مدعومًا بارتفاع أسعار النفط والإصلاحات التي تجريها المملكة في إطار رؤية 2030، الأمر الذي يعني استمرار تراجع معدلات البطالة التي تشهد انخفاضات متتالية وصولا إلى 11% في نهاية 2021.

 السعودية اليوم بقيادة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان راعي النهضة الأشمل لهذا البلد العزيز في الألفية الثالثة، في عصر تأرجحت فيه سياسات بعض الدول العربية، وبقيت المملكة شامخة تلك البوابة الخليجية الحصينة تسابق زمنا تقدما وتطورا ورقيا.

إن اليوم الوطني السعودي مناسبة غالية على قلوبنا في تونس، نظرا للعلاقات الاستراتيجية والروابط التاريخية المتجذرة بين بلدينا الشقيقين، والتي استندت إلى تاريخ شيد بنيانه الآباء المؤسسون. ومن العزيمة المشتركة للتعاون التي لم تقف عند تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين فقط، بل اينعت ثماراً وعطاء غير محدود لخدمة الإنسانية أينما كانت، لتحقيق الاستقرار والتنمية والأمن والسلام ورفاه الشعوب.