تقوده الإمارات: حراك دبلوماسي مكثف لحشد الجهود الدولية لوقف التصعيد في المنطقة وحماية المدنيين

عواصم – عرب 21:

بقيادة وتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تقود الإمارات جهوداً دبلوماسية مكثفة، تستهدف حشد أكبر قدر ممكن من الجهود الدولية، من أجل خفض التصعيد في المنطقة، وذلك منذ اندلاع الأحداث الخطيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين يوم 7 اكتوبر الحالي.

 تأتي هذه الجهود الدبلوماسية المكثفة، التي لم تهدأ منذ يوم السابع من أكتوبر، انطلاقاً من مبادئ الإمارات الراسخة، ونهجها المتوازن، القائم على قيم الحوار وإرساء السلام الشامل والعادل وتحقيق الاستقرار في المنطقة، ونبذ جميع أشكال التطرف والكراهية، كما تشكل استثماراً لجزء أصيل من قوة الإمارات الناعمة، التي تعكس موقعها القيادي في استقرار السلم والأمن الدوليين.

وثقة العالم في سياساتها، وكفاءة منظومتها الدبلوماسية، وفاعليتها، كما يؤكد على ذلك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي تقف اليوم وراء ما حققته الدولة من تأثير وحضور لافت وعامل قوة في مختلف الملفات والقضايا والأزمات الدولية.

حيث حازت الدبلوماسية الإماراتية بقيادة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، على ثقة المجتمع الدولي، وعززت باقتدار مكانة الإمارات ودورها المحوري والمؤثر على جميع الصعد.

 ومع تصاعد العنف في المنطقة، وإدراكاً من قيادة الإمارات بأن حلقات العنف لا تخلق إلا مزيداً من الصراعات المستدامة، وأن الطريق الأنجح لوقف النزاعات لا يكون إلا بالحوار، أعربت الإمارات، ومنذ بداية الأحداث، عن قلقها الشديد إزاء تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وشددت على ضرورة وقف التصعيد، والحفاظ على أرواح المدنيين.

وقدمت خالص التعازي لجميع الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال القتال الأخيرة. ودعت الإمارات، عبر وزارة الخارجية، بصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، إلى ضرورة إعادة التفعيل الفوري للجنة الرباعية الدولية، لإحياء مسار السلام العربي الإسرائيلي، فيما حثت المجتمع الدولي على دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.

و في هذا السياق أجرى الشيخ محمد بن زايد، محادثات مع قادة وزعماء العديد من الدول المؤثرة والفاعلة إقليمياً ودولياً، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وكندا والنمسا وهولندا والبرازيل، والأردن ومصر وسوريا وإسرائيل، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية، ارتكزت على حشد الجهود الدولية لاحتواء التصعيد في المنطقة. وضمان احترام القانون الدولي الإنساني وتوفير الحماية للمدنيين وتجنيبهم المعاناة المتفاقمة نتيجة التطورات الميدانية المقلقة، كما شدد خلال الاتصالات، على ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة لنقل المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة دون عوائق، وتيسير الآليات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة لهذه الممرات وتمكين المنظمات الإنسانية المعنية للقيام بمسؤولياتها، بما يضمن عدم تفاقم المعاناة التي يشهدها القطاع نتيجة العنف المتصاعد، في ظل تواجد أكثر من مليوني إنسان غالبيتهم العظمى من المدنيين الأبرياء وغير المنخرطين في الصراع الدائر. كما تناولت الاتصالات أهمية تكثيف الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى احتواء الموقف والبحث عن آفاق للتهدئة لمنع تصاعد حدة العنف وتوسع دائرته، وعدم الانزلاق نحو المزيد من التوتر والتصعيد، لما لذلك من انعكاسات خطيرة على الاستقرار والسلام الإقليمي والدولي.

كما أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، محادثات مع عدد من نظرائه في الدول الإقليمية والعالمية، شدد من خلالها على أولوية حماية المدنيين والحفاظ على أرواحهم وفتح ممرات آمنة لهم تضمن وصول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى نبذ التطرف والكراهية، والعمل على إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام والاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط بما يضمن عدم إدخال المنطقة في أزمات جديدة.

 بموازاة ذلك، وعلى الجانب الإنساني، كثفت دولة الإمارات جهودها للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة، حيث أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ عشرين مليون دولار، كما وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 50 مليون درهم، عن طريق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.

وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأشقاء الفلسطينيون. ويأتي هذا الدعم في إطار مواقف دولة الإمارات الأخوية ونهجها الأصيل تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف ومد يد العون لهم، والذي يعد من ثوابت دولة الإمارات.

وأرسلت الإمارات في 13 أكتوبر، طائرة تحمل على متنها مساعدات طبية عاجلة إلى مدينة العريش في مصر، ليتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وذلك لتقديم الدعم الإغاثي للشعب الفلسطيني الشقيق. وفي 15 أكتوبر الماضي، أطلقت مدينة الخدمات الإنسانية في دبي جسراً جوياً لنقل الإغاثة الطارئة إلى مصر ولبنان في ظل تصاعد الأزمة بالمنطقة.

كما أطلقت الإمارات حملة تحت شعار ” تراحم من أجل غزة ” في 26 مركزاً على مستوى الدولة، للتضامن مع الأطفال الفلسطينيين والأسر المتأثرة من الحرب الدائرة في قطاع غزة، والعمل على التخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية، حيث لاقت الحملة إقبالاً كبيراً من جميع فئات المجتمع للتبرع للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.