تونس – المغرب: ما يجمع أكثر ممّا يفرق!.

تونس – عرب 21 – أبوبكر الصغير

استدعت المملكة المغربية سفيرها في تونس للتشاور بعد أن قام الرئيس قيس سعيد باستقبال زعيم جبهة بوليساريو الانفصالية وقبول مشاركة الجبهة في أشغال القمة أسوة بباقي دول القارة الأفريقية، رغم معارضة البلد المنظم اليابان.

أكدت وزارة الخارجية المغربية في بيان أصدرته يوم 26 أوت 2022 أن “المغرب قرر عدم المشاركة في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني – الأفريقي (تيكاد)، والاستدعاء الفوري” لسفير المغرب بتونس للتشاور.

يتضح إذن من هذا البيان أن العلاقات المغربية – التونسية دخلت مرحلة توتر دبلوماسي.

توتر يأتي ليُضاف إلى الأزمة التي تعرفها العلاقات المغربية – الجزائرية.

كلتا الأزمتين مصدرهما وسببهما واحد، وهو رعاية النظام الجزائري لجبهة بوليساريو الانفصالية ودعمها بالمال والسلاح والتدريب.

بين المغرب وتونس صلات تاريخية قوية متينة، فلا داعي للسقوط في فخ تحويل خلاف ديبلوماسي إلى صراع بين شعبين شقيقين.

لنذكر بدءا أن الولي سيدي بلحسن من اصول مغربية وان المصلحة الكبيرة فاطمة الفهرية مؤسسة جامع القرويين بفاس تونسية.

إن مصلحة تونس والجزائر والمغرب وسائر الدول المغاربية ان تكون صفا واحدا، معا بعيدا عن التشرذم والانعزال وعن الاصطفافات وسياسة المحاور التي لا تخدم مصالح المنطقة وأمنها واستقرارها بل قد يدفع مثل هذا الوضع نحو مزيد من التنافر والتناحر.

قضية الصحراء المغربية مفتعلة من أساسها وهي من صنع الاستعمار.

إن العلاقات التونسية – المغربية،تماما كالعلاقات مع الجزائر الابية علاقات اخوية راسخة،متينة،و ضاربة في أعماق التاريخ، وان لحمتها وسداها يكمنان

 في هذا البعد الإنساني العميق بين الشعوب.

أصبح التونسي مغربيا الهوى والطموح والمغربي تونسيا القلب والفؤاد وفي بعض الأحيان لا نفرق بينهما.

‎يعلم الجميع كيف كان المغرب دائما بجانب تونس

يومي 7 و8 ديسمبر 1952، خرج سكان مدينة الدار البيضاء في مظاهرة حاشدة ضد المحتل الفرنسي عقب اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد، أحد الوجوه البارزة في المقاومة في بلدان المغرب العربي.

ناهيك انه على عهد الراحل الكبير الملك محمد الخامس كان اول مدير للأمن الوطني في المغرب، غداة الاستقلال، تونسيا، كما لا ننسى الدور البطولي الذي قام به الحبيب بورقيبة الابن عندما مسك بتلك القذيفة التي كانت تستهدف قصر الملك في مؤامرة انقلابية دنيئة.

حديثا وغير بعيد وفي أوج أزمة جائحة كوفيد 19 أقام المغرب جسرا ً جويا بتعليمات ملكية سامية، تكون من 12 طائرة للقوات الملكية الجوية، نقلت ما يعادل 135 طنا من المعدات، تمت إقامة هذا المستشفى بولاية منوبة في وقت قياسي، بعد إيفاد تقنيين مغاربة إلى تونس.

قبل كلّ ذلك لا يجب ان ننسى موقف الملك المغربي الراحل الحسن الثاني عندما اعلن : “لا يمكن لأحد زعزعة استقرار تونس، لأن تونس وبكل بساطة شعب وليست نظاما. لا يمكن زعزعة شعب لديه درجة كبيرة من الوعي “، أضاف الحسن الثاني:” أنه في حال تعرض تونس لاعتداء، فإن المغرب مستعد للدفاع عنها عسكريا”.

تونس – المغرب بلدان وشعب واحد مهما اشتدّت الأزمات لا يمكن الفصل بينهما.

فلا احد يمكنه محو التاريخ بموقف أو بجرة قلم !!!..