جدّة: خارطة طريق لمستقبل العالم

جدة – ابوبكر الصغير – عرب 21:

شكّلت قمّة جدة للأمن والتنمية في السعودية بحضور الرئيس الأمريكي إلى جانب قادة مجلس التعاون الخليجي وكل من مصر والعراق والأردن الحدث العالمي الابرز راهنا، فالمملكة الدولةَ العربية الوحيدة التي يزورها “بايدن” في جولته بالمنطقة التي تكتسي اهمية بالغة باعتبار الوضع الدولي المطبوع بحرب اوكرانيا وتداعياتها الخطيرة على السلام والامن العالميين.

يدرك الرئيس الأمريكي ما تكرّسه المملكة اليوم من أنها صاحبة الثقل على المستوى الإقليمي والعربي والإسلامي وحتى العالمي فبسياساتها الجديدة تؤكّد المملكة انّها الدولة صانعة القرار في المنطقة، وليس دليلًا على ذلك أكثرُ من تخصيصها بهذه الزيارة الأمريكية، والاجتماع بزعماء المنطقة على ارضها كتأكيد جديد على قناعة إدارة بايدن نفسه بأن مفاتيح أبواب كل الملفات الصعبة موجودة في خزائن السعودية.

كانت كلمات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في افتتاح القمة واضحة حمّالة لكثير من الرسائل اذ عبّر عن أمله في أن تؤسس قمة “جدة للأمن والتنمية” لـعهد جديد في ترسيخ علاقة دول المنطقة مع الولايات المتحدة. قال: “نأمل أن تؤسس قمتنا هذه لعهد جديد من التعاون المشترك لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأميركية لخدمة مصالحنا المشتركة وتعزيز الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع “.

أضاف: “التحديات الكبرى التي عرفها العالم بسبب جائحة كوفيد 19 والأوضاع الجيوسياسية تستدعي مزيدا من تضافر الجهود الدولية لتعافي الاقتصاد العالمي وتحقيق الأمن الغذائي والصحي “.

 بما يوجّه كأنّ عهدا جديدا يتاسّس هنا بيد المملكة العربية السعودية بفضل حكمة قيادتها وحنكتها ونفوذها وتأثيرها ومكانتها، عهد حازم وعازم على اخراج هذه المنطقة العربية العزيزة علينا جميعا من براثن الفوضى والعبث أياً كان مصدرها، لتنطلق إلى التنمية والرخاء والأمن فتكون مستقبل العالم ومقصده بالتشارك مع أشقائها واصدقائها لرأب الصدع الذي عانت منه لسنوات.  فالمملكة تؤكّد انَها بهذه القمَة التي قال عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي تأتي فى لحظة استثنائية من تاريخ العالم والمنطقة العربية، بما تحمله من دلالة سياسية واضحة. هي فعلا مركز سياسي واستراتيجي مهم في معادلة توازن القوى بمنطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل اقتصادي وسياسي وإسلامي وما تحظى به قيادتها من مكانة وتقدير عالميين.