عواصم – عرب 21:
كشفت صحيفة “لوبنيون” الفرنسية اللثام عن كيف تعاطى الملك المغربي محمد السادس مع اللحظات الأولى لوقوع “زلزال الحوز” غير المتوقع، الذي خلف آلاف القتلى والجرحى. وتحدثت “لوبينون” عن “تفاصيل حصرية” لردود فعل الملك محمد السادس، منذ علمه بالهزة الأرضية التي أخرجت الناس إلى الشوارع والأزقة في مختلف المناطق المغربية. وفي هذا الصدد، أفادت أن الصحيفة الفرنسية أن “الملك كان لا يزال مستيقظا لما علم بالزلزال بعد دقائق من وقوعه؛ أي على الساعة الثانية عشر ليلا بالتوقيت الفرنسي”، مضيفة أنه “مباشرة بعد ذلك؛ أمر محمد السادس باستدعاء الطائرة الملكية لتقله في حينها من باريس إلى الرباط “. وعقب ذلك، تشرح “لوبنيون”، “أجرى الملك اتصالات هاتفية مع كل من مستشاره فؤاد عالي الهمة، علاوة على وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ثم مع الجنرال محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية، من أجل إصدار أمر عاجل وآني بالانتشار الفوري للقوات المسلحة الملكية في المناطق المتضررة من الهزة الأرضية “.
الجريدة الفرنسية زادت أن “محمدا السادس سأل الجنرال عن إمكانية نشر طائرات الهليكوبتر، وخاصة طائرات “شينوك”، دون الوصول إلى سقف طيرانها، ليرد بريظ أنها لن تواجه أية مشاكل، ما يفسر التدخل الفوري للقوات الجوية الملكية منذ الساعات الأولى لليوم للزلزال “. ”كما أعطى الملك أوامره بتوجيه القمرين الصناعيين المغربيين إلى المناطق الأكثر تضررا من الزلزال، فضلا عن إنشاء وحدة أزمات في وقت قياسي وجيز بأروقة وزارة الداخلية، إذ استفاد من التجربة المتراكمة منذ زلزال الحسيمة الذي ضرب المنطقة سنة 2004″، توضح “لوبنيون”. وفي الختام، أوردت الصحيفة الفرنسية عينها أن “الملك محمدا السادس تجند خدمة لبلده وشعبه، من أجل التخفيف من تداعيات هذه الكارثة الطبيعية، مبقيا بذلك التدخل الخارجي عند الحد الأدنى “.
تجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس ﺗرأس، ﻣرﻓوﻗﺎ بوﻟﻲ اﻟﻌﮭد اﻷﻣﯾر ﻣوﻻي اﻟﺣﺳن، ﺑﻌد زوال يوم اﻟﺳﺑت 9 سبتمبر 2023 ﺑﺎﻟﻘﺻر اﻟﻣﻠﻛﻲ في ﺎﻟرﺑﺎط، ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻣل ﺧﺻﺻت ﻟﺑﺣث اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟزﻟزال المؤلم، اﻟذي وﻗﻊ يوم اﻟﺟﻣﻌﺔ 8 سبتمبر من الشهر نفسه، مخلفا ﺧﻠف ﺧﺳﺎﺋر ﺑﺷرﯾﺔ كبيرة وﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ العديد ﻣن ﺟﮭﺎت اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ. يُذكر أيضا أن الملك محمدا السادس ترأس، يوم الخميس 14 سبتمبر 2023 بالقصر الملكي بالرباط، اجتماع عمل ثانٍ، خصص لتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين، والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز، والذي كان موضوع تعليمات ملكية.
ويأتي هذا الاجتماع، وفق ما جاء في بلاغ للديوان الملكي، امتدادا للتدابير التي أمر بها الملك محمد السادس، والهادفة إلى تعبئة كافة الوسائل بالسرعة والنجاعة اللازمتين، من أجل تقديم المساعدة للأسر والمواطنين المتضررين، من أجل تنفيذ التدابير العاجلة المتعلقة بإعادة التأهيل والبناء في المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية ذات الآثار غير المسبوقة، في أقرب الآجال.