بقلم – حذامي محجوب.
يبدو إن الولايات المتحدة وأوروبا منقسمتان بشأن الملف النووي الإيراني.
إذ تشهد العاصمة النمساوية فيينا نقاشات محتدمة في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) حول كيفية الرد على تقدم البرنامج النووي الإيراني، في وقت تتزايد فيه التوترات في الشرق الأوسط بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس.
في حين تسعى الدول الأوروبية الثلاثة الكبرى – فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة – إلى اتخاذ موقف حازم تجاه طهران، تبدو واشنطن حريصة على تجنب مزيد تصعيد الأوضاع.
– مشروع القرار الأوروبي:
قدمت الدول الأوروبية مشروع قرار مشترك يوم الاثنين 3 جوان، لانتقاد موقف إيران بشأن برنامجها النووي.
من المتوقع أن يتم التصويت على النص اليوم الخميس 6 جوان، ومن المرجح أن يتم تبنيه من قبل الدول الخمس والثلاثين الممثلة في مجلس المحافظين.
قد تنضم الولايات المتحدة في النهاية إلى الأغلبية، لكن المناقشات الأولية أظهرت اختلافات كبيرة في النهج بين الضفتين الأطلسيتين.
– الموقف الأمريكي المتحفظ:
تسعى الإدارة الأمريكية، بقيادة جو بايدن، إلى تجنب أي تصعيد مع إيران في ظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر. يعتقد بعض المراقبين أن إدارة بايدن تحاول تجنب تحويل الملف النووي الإيراني إلى قضية انتخابية، حيث لا يزال الرئيس السابق دونالد ترامب متمسكًا بسياسة “الضغط الأقصى” على طهران.
– الأوروبيون يدقون ناقوس الخطر:
على النقيض من ذلك، تعتبر الدول الأوروبية أن الرد على إيران أمر ضروري، خاصة في ظل التقدم الذي تحرزه في برنامجها النووي.
تخلت كلّ من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة عن صياغة قرار مماثل في مارس بسبب تحفظات واشنطن، لكنهم يرون الآن أن عدم التحرك سيكون أكثر تكلفة من مخاطر التصعيد في المنطقة.
تسعى العواصم الأوروبية إلى تكثيف الضغط الديبلوماسي على طهران، خاصة بعد الهجمات الإيرانية على إسرائيل في أفريل الماضي.
– تصعيد التوترات الإقليمية:
يشير الدبلوماسيون الأوروبيون إلى أن إيران تسعى إلى تقويض الردع النووي الذي تمتلكه إسرائيل من خلال هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ، بالإضافة إلى دعمها لجماعات مثل حماس وحزب الله والحوثيين. يعتقد الأوروبيون أنه من الضروري إعادة إرساء نوع من ميزان القوى للردع، مع التركيز على الجانب النووي من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
– دعوة للمساءلة:
يهدف القرار الأوروبي إلى تحميل طهران مسؤولية التزاماتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع الإشارة إلى وجود آثار غير مفسرة لليورانيوم في موقعين غير معلنين.
يدعو النص إلى تقديم تفسيرات تقنية موثوقة من قبل إيران، ويطلب تقريرًا كاملاً من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الذي أشار إلى “ثغرات” في مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية بسبب القيود المفروضة على عمليات التفتيش منذ عام 2021.
تحذيرات إيرانية ودعم روسي
حذرت إيران من أن أي موقف عدائي من قبل بعض الدول الأوروبية سيواجه برد فعل جدي وفعال من جانبها. في المقابل، اعتبرت روسيا أن القرار المناهض لإيران سيزيد من تعقيد الأوضاع، مما يعكس الانقسامات الدولية حول كيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني.
تشهد العلاقات الدولية توترًا متزايدا بسبب الملف النووي الإيراني، وسط اختلافات كبيرة في المواقف بين الولايات المتحدة وأوروبا.
في ظل استمرار التقدم الإيراني في برنامجها النووي وتصاعد التوترات الإقليمية، يبقى السؤال حول كيفية التوصل إلى توافق دولي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة دون إجابة واضحة.