جينيف – دافوس – عرب 21 :
ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي المقام في دافوس السويسرية، وفي جلسة حوارية بعنوان «المملكة العربية السعودية: نظرة مستقبلية»، شارك فيها كل من وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة، وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل بن فاضل الإبراهيم، مساعد وزير السياحة الأميرة هيفاء بنت محمد، وأدارها الرئيس التنفيذي لشركة آبكو العالمية مارجري كراوس، أكد الوفد السعودي أن رحلة التحوّل التي أطلقتها المملكة قبل بضعة أعوام أسهمت في تعزيز الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والتنموية للمملكة، وخلقت فرصاً استثمارية نوعية، وأن المملكة حريصة على تعزيز التعاون الدولي مع شركائها في مجتمع الأعمال ومشاركتهم فرصها الاستثمارية الواعدة، نحو قيادة هذا العالم لتحقيق اقتصاد مزدهر يوفر الرفاهية والنمو للمنطقة والعالم أجمع، مشدداً على دور المملكة المحوري في دعم استقرار المنطقة في إطار تعزيز التنمية والحفاظ على سوق إمدادات الطاقة، ومؤكداً التعاون الدولي لما فيه مصلحة المنطقة وإحلال الأمن والسلام وتعزيز التعاون الاقتصادي.
شكَل وجود السعودية في منتدى دافوس العالمي حدثا بارزا ، ليس فقط من خلال منافذ فضاءات المؤتمر، والتي يحمل أحدها اسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، وإنما لاهتمام المشاركين بالتحول الجاري في السعودية والذي يعبر عنها وجودها الدولي. ويشير تقرير “رويترز” إلى أن “الحرب في أوكرانيا زادت من أهمية السعودية دولياً بما يوفر لها فرصة لإعادة التموضع سياسياً “.
اذ في وقت يواجه فيه العالم الغربي تباطؤاً شديداً في النمو الاقتصادي، بل ويتوقع دخول اقتصاد بعض الدول في الركود، يتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي السعودي بنسبة 8 في المئة هذا العام بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي.
ربما يعود ذلك إلى النمو الكبير في قطاع الطاقة السعودي في الربع الأول بنسبة أكثر من 20 في المئة، بحسب بيانات شركة “فوكاس إيكونوميكس”. ويشير تقرير “رويترز” إلى تصريحات رئيس عملاق الطاقة السعودي، شركة “أرامكو”، أمين الناصر، الذي قال إن الشركة تخطط لاستثمار ما يصل إلى 50 مليار دولار في مشروعات الطاقة طويلة الأمد .
يستعرض تقرير دولي على هامش المنتدى التحولات التي تحدث في السعودية نحو الإصلاح والتغيير، من تغيير للقوانين وتحديثها ومنها قوانين تتعلق بحقوق المرأة، وأيضاً تطويرها للقطاع السياحي .
في سياق متصل، أشار الملياردير الأميركي جورج سوروس، في المناسبة التقليدية التي يعقدها في منتدى دافوس، إلى أن ما سماها “المجتمعات المغلقة” في حالة صعود، بينما ما وصفها “المجتمعات المفتوحة” تتراجع. وأضاف الملياردير الشهير أن “الصين وروسيا تمثلان التهديد الأكبر للمجتمعات المفتوحة حالياً”، وأنه “قبل عدة سنوات كان من الممكن إضافة السعودية إلى تلك المجموعة أيضاً”.
ويخلص تقرير “رويترز” إلى الإشارة إلى أنه في ظل اتجاه العالم نحو الانقسام أكثر، يزداد الضغط على السعودية كي تتخلى عن الحياد وتتخذ موقفاً مع هذا الجانب أو ذاك، “ويعتمد استقرار العالم جزئياً على الجانب الذي ستميل إليه السعودية في تغيرها”.