تونس – عرب 21 – ا. حذامي المحجوب
في تبادل ثقافي مهم، قام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس الدكتور عبد العزيز بن علي الصقر، بزيارة مميزة لجناح الملحقية الثقافية السعودية في الدورة الثامنة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب.
خلال زيارته، استكشف السفير الصقر الجناح، وتفاعل مع أحدث الإصدارات من الجهات السعودية الرئيسية مثل وزارة التعليم، ومجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية، ومكتبة عبد العزيز العامة، وهيئة التراث. وقد أثرت جولته بالتفاعل مع المثقفين والكتاب والشعراء من كل من المملكة العربية السعودية وتونس.
مع الإشارة إلى انّ الحضور الثقافي والتعليمي السعودي بمعرض الكتاب في دورة هذه السنة كان متميزا على أكثر من صعيد، ان لم يكن الأفضل من بين كلّ المشاركات باعتبار خصوصية الجناح السعودي وفرادته من حيث اعتماد وسائل الاتصال والتواصل الحديثة في نشر الكتاب.
إذ برمجت الملحقية الثقافية السعودية بتونس في جناحها بالمعرض عددا من الفعاليات، ويأتي تنظيم هذه الندوات والأنشطة ضمن البرنامج الثقافي الذي تم تنسيقه من قبل الملحقية الثقافية السعودية بتونس بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة بالمملكة واشراف السفارة السعودية بتونس.
قدمت ضمن نشاطاتها ورشة عمل حول بناء الحوار ونقل الصورة في التلفزيون بمشاركة كل من عبدالله النهدي، ومحمد الحمادي، وخالد عقدي، والدكتور منصف اللواتي من تونس، وبحضور عدد من المثقفين من تونس والمملكة.
وجرى خلال الورشة تقديم أهمية التكوين الأكاديمي للمحاور في البرامج التلفزيونية وضرورة تمكنه من مجموعة من المهارات من أجل النجاح في إدارة الحوار، خاصةً معرفة خصوصيات الموضوع المطروح، والمهارة في إدارة الحوار، والمعلومات المفترض تقديمها.
وناقش المشاركون علاقة الذكاء الاصطناعي، والخطر الذي قد يشكله على الصحفي المحاور في البرامج التلفزيونية والإذاعية.
كما نظمت الملحقية ندوة بعنوان “الكاتبة أمام الحالة الشخصية المبدعة.. تكتب موقفها ”، وذلك على هامش فعاليات المعرض بمشاركة الروائية السعودية هناء حجازي، وبحضور عدد من المثقفين من تونس والمملكة.
وجرى خلال الندوة التي انعقدت مؤخرا في صالون حادي العيس بجناح الملحقية مناقشة كيف تتناول الكاتبات قضاياهن الشخصية في أعمالهن الإبداعية بشكل يتجاوز المساءلة أو المواجهة في المجتمع، حيث أكدت حجازي أن هذه الموضوعات تفتح نافذة على الأساليب والإستراتيجيات التي تستخدمها الكاتبات للتعبير عن تجاربهن.
واستعرضت الكاتبة أيضا تأثير التجارب الشخصية على المحتوى وأسلوب الكتابة واختيار الموضوعات، وتأثير العملية الإبداعية على التفاعل مع الذات وفهمها بشكل أعمق.
ندوة أخرى نظمتها الملحقية ضمن معرض تونس الدولي للكتاب بعنوان “الموروث في الرواية السعودية.. الإبل حكاية مقروءة”، شهدت مشاركة الروائي يوسف المحيميد من المملكة العربية السعودية، بحضور عدد من المثقفين من تونس والمملكة.
وأكد المحيميد خلال الندوة التي انعقدت في صالون “حادي العيس” أن أدباء عالميين انطلقوا في بداياتهم من الموروث الشعبي، شعرا، وقصصا، وحكايات تكتظ بها الثقافات التقليدية لكل مجتمع، مشيرا إلى أن عددا من الأدباء الذين يشار إليهم بالبنان مازالوا يوظفون الموروث الشعبي توظيفا رائعا في رواياتهم وقصائدهم وأعمالهم الأدبية.
تعرف الحاضرون خلال الندوة على أهمية الإبل في التراث السعودي التي تعد من أهم عناصر التراث الثقافي الذي أولته الدولة اهتمامها وذلك لارتباطها بحياة الشعب السعودي وارتباط أبناء المملكة وأهل الجزيرة منذ القدم بتراثهم الذي يحرصون على الاعتزاز والفخر به وبقائه حيا عبر العصور والحقب.
وأبرز الروائي السعودي اهتمام المملكة وعنايتها بتراثها الثقافي وموروثها العريق وترسيخ عناصر الهوية الحضارية والتاريخية والثقافية لهذا الوطن.