طلب رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة من رئيس الجزائر عبد المجيد تبون المشاركة في المصالحة الوطنية، وذلك نظرا لأن الجزائر لم تتدخل في مشاكل البلاد طيلة السنوات العشر الماضية.
هذا وأكد المبعوث الأميركي إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند خلال لقائه رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي على توحيد المؤسستين العسكرية والأمنية ومؤسسات حكومية، بالإضافة إلى تفعيل ملف المصالحة الوطنية بين الأطراف الليبية.
وبعد الدعمِ السياسي والأمني الجزائري لليبيا على مدار سنواتِ في أزمتِها ولأنها تمسكت بالحيادِ في تعامُلها مع الملف، على حد تعبير رئيسِ الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، فإنها حسبَه مؤهلة لقيادةِ المصالحةِ الليبية الليبية.
وبحث الوفدُ الليبي مع السلطات الجزائرية رفعَ مستوى التعاونِ بين البلدين الذي وصفَهُ الدبيبة بالضعيف، فيما وعدت الجزائر بتذليلِ ما تبقى من العقبات لرفعه إلى نحوِ ثلاثة ملياراتِ دولار سنويا.
وشكلت إعادةُ إحياءِ التعاونِ الاقتصادي المتعثر منذ أعوام بسبب الاضطرابِ الأمني في المنطقة، محور المشاوراتِ التي جمعت المسؤولينَ الجزائريين بنظرائِهم الليبيين.
مشاوراتٌ ثنائية ببُعد مغاربي خصوصا أنها تزامنت مع زيارةِ رئيسِ المجلسِ الرئاسي الليبي إلى تونس، حيث بحثَ رئيسُ المجلس الرئاسي الليبي، مع السفيرِ الأميركي ملفَ الانتخابات وتوحيدَ المؤسسةِ العسكرية، ومع نظيرِه التونسي، مجالاتِ التعاون بين البلدين سعيا لاستقرارِ الأوضاع وعودةِ الحركةِ الاقتصادية بينهُما.
وشدد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في أول زيارة له إلى تونس على أهمية التعاون الأمني بين البلدين خلال الفترة الانتقالية. فيما أكد الرئيس التونسي قيس سعيد على وقوف بلاده إلى جانب ليبيا في إعادة بناء مؤسساتها.
واتفق الرئيسان على إعادة بناء علاقات التعاون في مختلف المجالات بين البلدين، وفق مقاربة جديدة.
رئيس المجلس الرئاسي الليبي ناقش أيضا مع السفير الأميركي في ليبيا مجموعة من القضايا، بما في ذلك توحيد المؤسسة العسكرية وملف المصالحة وإخراج المقاتلين الأجانب.
وتهدف التحركات الدبلوماسية الأخيرة للمسؤولين الليبيين ومن دول الجوار، إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة خاصة مع التهديدات الإرهابية بها.