عواصم – عرب 21:
بلهجة توجيهية وقحة، تجرأ صاحب المليارات رئيس حركة حماس الفلسطينية في الخارج خالد مشعل على التوجه مباشرة إلى الاشقاء المغاربة بتحريضهم بخبث على العصيان المدني ضدّ قيادتهم الحكيمة، قائلا: ” أخاطبكم أيها المغاربة، الجماهير والقوى الإسلامية والوطنية، مهما كانت تياراتها السياسية أو الأيديولوجية، يمكنكم أن تخاطبوا قيادة البلد غيرة على المغرب ومصالحه وأمنه وغيرة على فلسطين “.
ما الذي يطلبه خالد مشعل وما الذي يمكن أن يفسر مثل هذه الدعوة الخبيثة إلى العصيان: ” أن يقطع المغرب علاقاته مع إسرائيل، وأن يوقف عملية التطبيع، وأن يطرد السفير (الإسرائيلي) وأن تطوي هذه الصفحة التي جاءت خارج السياق “، يزيد هذا القيادي المقيم منذ عدة سنوات هو واسرته في افخم الفنادق والفلل والذي يرفل في النعيم، ويسافر على متن الطائرات الخاصة بعيدا جدا عن القصف الإسرائيلي الذي ينهال على غزة واهاليها وسكانها.
زعيم حركة حماس الفلسطينية وممثلها في الخارج، خالد مشعل، لم يسمح لنفسه فقط بإعطاء دروس في ” المقاومة ” للاشقاء المغاربة، بل حاول أيضا تأليب الرأي العام الوطني المغربي من خلال التلميح إلى القطيعة بين الدولة ومواطنيها، ويصدر عمليا الصراع في غزة إلى التراب المغربي وهو يتحاشى ذكر دول معروفة بقربها وعلاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين التي تنتمي إليها حماس، وابقت على علاقاتها وصلاتها كالمعتاد مع الدولة العبرية.
لكن رغم ذلك يبقى التساؤل لماذا المغاربة والمغرب تحديدا دون باقي الدول العربية والاسلامية، التي يستهدفها خالد مشعل، الجواب بيّن وواضح، وهو مكانة المغرب وصورته وسمعته اقليميا ودوليا وسياساته الحكيمة التي لا يمكن ان يزايد عليها احد. مع العلم ان الرباط كانت من اولى العواصم التي هبّت لنصرة الشعب الفلسطيني وارسال الدعم والمساعدة له.