دور أنساني سعودي في اليمن

تونس – عرب 21.

كتب ابوبكر الصغير

 يقال عادة : ” انّ فعل الخير هو أفضل عبادة يمكن أن نقدمها لله “.

 جهودٌ إغاثية ضخمة تواصل المملكة العربية السعودية تقديمها ضمن تعاطيها الإنساني اللا محدود مع الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية الحوثية في اليمن.

 كما هو معلوم تبرز المملكة العربية السعودية في ظل الأوضاع والأحداث التي تشهدها العديد من المناطق حول العالم، في طليعة الدول التي تقدم المساعدات الخيرية والإنسانية والإغاثية والتنموية لتحسين حياة الشعوب، وذلك عبر برامج احترافية تخضع لمعايير فنية مُحكمة، إذ بلغ قيمة ما قدمته المملكة خلال العقود الثلاثة الماضية أكثر من 86 مليار دولار كمساعدات إنسانية استفادت منها 81 دولة.

 بالنسبة لليمن تجاوزت المساعدات السعودية حاجز الـ17.3 مليار دولار أميركي منها 3.5 مليار دولار قُدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

 اذ تشير عدة تقارير دولية أن السعودية أكبر داعم للعمل الإنساني في اليمن، اضافة الى انّ المملكة من أعلى الدول المانحة للمساعدات حول العالم، حيث تجاوزت المشاريع الإنسانية عبر المركز 1556 مشروعاً في 59 دولة بقيمة تجاوزت 5 مليارات دولار بلغ نصيب اليمن منها 590 مشروعاً بقيمة 3 مليارات و533 مليوناً و96 ألف دولار.

 كما أن مساعدات المملكة تقدَّم لمستحقيها دون تمييز أو استثناء أو تفرقة بين عرق و لون و دين.

 و كان الدكتور جون أنتوني، الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية العربية، صرّح أن المساعدات التي قدمتها السعودية لليمن هي الأكبر مقارنةً بمساعدات الدول الأخرى مجتمعةً، وشملت الطرق والمستشفيات والمدارس والمساجد ومراكز التعليم والتدريب، والتي قدمتها دون أي تمييز على أساس جنس أو دين أو توجه سياسي.

 مع الاشارة الى أن العمل الإنساني باليمن يواجه تحديات رئيسية كبيرة من جراء الممارسات السلبية للميليشيات الحوثية، منها الحد من ظهور آثار المساعدات الإنسانية على المستفيدين منها والمستحقين لها، وذلك من خلال إعاقة وصولها واستهدافها بإتلافها أو بالاستحواذ عليها ونهبها.

و كان المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، افاد، أن التحديات تتمثل في زراعة الميليشيات مئات الآلاف من الألغام المضادة للأفراد في الأماكن المكتظة بالسكان ومداخل المدن ومخارجها والقرى والمزارع، حيث بادرت المملكة ممثلة في المركز بإنشاء عدد من البرامج لمواجهة هذا التحدي، ومنها البرنامج السعودي لنزع الألغام (مسام) الذي نجح حتى الآن في انتزاع 232.257 ألف لغم من الأراضي اليمنية، ومشاريع مراكز الأطراف الصناعية، إضافةً إلى برنامج إعادة تأهيل الأطفال الذين جنّدتهم الميليشيات الحوثية وزجّت بهم في الصراع المسلح.

وعرج إلى ما تسببت به الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران وعدم مراعاتها للوضع القائم المتمثل في الجائحة والأوبئة وبالظروف الإنسانية التي تهدد جميع فئات الشعب اليمني، وسلبها للمساعدات الإنسانية التي يتلقاها اليمن من الدول المانحة، وتحويلها لصالح نشاط الميليشيا العسكري، مشيراً إلى أن إلى الانتهاكات الحوثية للعمل الإنساني في اليمن تجاوزت كل الحدود.

 ودعا الدكتور عبد الله الربيعة منظمات الأمم المتحدة للوقوف في وجه هذه الانتهاكات، مشدداً على أن المملكة حريصة كل الحرص على إنهاء الأزمة ودعم جميع مبادرات السلام التي طُرحت من المبعوثين الأمميين لليمن، وتؤيد كل حوار هادف وبنّاء يدعم جهود السلام ويتبنى الحلول السلمية في اليمن وفق المرجعيات الثلاث بما يضمن عودة السلم والسلام والأمن والاستقرار في اليمن.

 انّ خدمة الآخرين هي بوابة أكبر للنمو الروحي، إذ إن مثل هذه الأعمال لا يقوم بها إلا أصحاب الأرواح العظيمة، ذلك هو المنهج التي تتاسّس عليه سياسة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.