تونس – عرب 21:
وجّه الدكتور محمد الناصر بن عرب رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد بخصوص الوضع بولاية صفاقس هذا مضمونها
رسالة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد / المحترم.
الموضوع: إحاطتكم بالوضع المزري في مدينة صفاقس
سيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد
بعد واجب التحية والاحترام
أتشرف باسمي وباسم متساكني مدينة صفاقس وولايتها إحاطتكم علما بالوضع المزري الراهن بمدينة صفاقس الذي يحتم إيلاء الأولوية القصوى لصيانة مدينة صفاقس العتيقة خاصة أمام الالتزامات المحتملة عليها ووضع حد للتهميش والتدهور والانهيار.
وبما أننا نؤمن أنكم لن تتخلوا علن مبادئ وثوابت الانتماء إلى تونس في شأن النهوض بها إلى ما هو أفضل نؤكد لكم أننا على هذا العهد أيضا. شعارنا هو المبدأ، والرابطة الواحدة التي تربطنا هي المصلحة العامة للعيش الكريم والرقي.
والمبدأ كما تعرفون هو الدستور أو القانون، قواعده الأساسية التي يقوم عليها ولا يخرج عنها.
نريد أن يتغير وضع مدينتنا وبلادنا المزري إلى ما هو أفضل.
حُلمنا أن يعتز الانسان في بلادنا بوطنه، بأصوله وذاته وتاريخه وتراثه ولغته حتى نرتقي.
حُلمنا أن يتجسد مفهوم الانتماء للوطن، يتمثل في الانتساب إلى اللغة والدين والفكر والوجدان.
فحب الوطن يقتضي إذن التفاني والتضحية من أجله والمشاركة في إعماره والمحافظة عليه.
ويتمثل الانتماء للوطن كما تعرفون في عديد من الأشكال منها:
-الالتزام بالقوانين والضوابط السلوكية داخل الوطن
– التشارك والتطوع في الأعمال الخيرية الصالحة للمجتمع
-احترام العادات والتقاليد والأعراف الموجودة داخل الوطن
-المحافظة على نظافة الشوارع والطرقات والمرافق العامة
-الانضباط والالتزام وعدم الاستهتار في العمل….
غايتنا أن يتم تطبيق هذه القيم في كل قرية وفي كل مدينة من أرض الوطن.
أنا محمد الناصر بن عرب أنتمي إلى مواطنينا بالخارج
وبما أن الإخلاص يتمثل في الولاء للمدينة وللوطن، قررت الاستثمار في بلادي بمدينة صفاقس العتيقة
وأقول إن هذا الإخلاص طوعي واختيار ورضا غير مشروط وليس من أجل منفعة شخصية.
فرممتُ منزلا عتيقا، رَتَّبَتْهُ وزارة السياحة كنزل ذي طابع مميز لكن وللأسف الشديد، لا يتردد على النزل إلا قليلا من الحرفاء والسياح الوافدين نظرا للوضع المزري لمدينة صفاقس العتيقة وعدم وجود مأوى خاص بسياح المدينة العتيقة.
حُلمي أن تشرع الدولة التونسية وممثلوها بمدينة صفاقس العتيقة في تهيئة الظروف الملائمة
حتى يشعر الزائر إن كان من المتساكنين أو من السياح بالارتياح والطمأنينة وبالفرح والبهجة والحبور.
تتدهور حالة مدينة صفاقس العتيقة يوما بعد يوم ولا تقوم الدولة بصيانتها.
– فيتداعى عديد المنازل للسقوط في أرجائها
– ويستمر تدمير المنازل التقليدية وتغييرها إلى أسواق
– ولا تتم صيانة أسوارها ومعالمها
-دار الجلولي التي شيدت في القرن السابع عشر والتي تم توظيفها كمتحف يعرض تراث مدينة صفاقس وضواحيها لكن انهار هذا المعمار وتساقط ومنذ 4 سنوات لم يقع ترميمه ومازال مغلقا حتى الآن…
-بعد الاحتلال الفرنسي سنة 1881 وقع تجهيز الصرف الصحي للمنازل في مدينة صفاقس العتيقة
لكن لم تتواصل الصيانة اللازمة بصفة مستدامة لشبكة مجاري وقنوات الصرف الصحي فتتسرب المياه المستعملة تحت المنازل والشوارع، مما يجعل تسرب المياه السبب الرئيسي لانهيار وسقوط المنازل.
– ولا يقع تنظيم حملات توعوية لتثقيف المواطنين بأهمية الحفاظ على تراثها
-ولا يقع تفعيل القوانين لعقاب مخربي الآثار والمعالم بعقوبات رادعة
– وتم تغيير مآت المنازل في مدينة صفاقس العتيقة إلى محلات صناعية بعد تدمير معمارها التقليدي
– ولا يقع التنظيف اليومي لشوارع المدينة
– وينفر الزائر من همجية الانتصاب الفوضوي في أبواب المدينة
– ويخشى الناس الدخول للمدينة العتيقة بعد الخامسة مساء لأنهم يعتقدون أنها ليست آمنة
– ولا يوجد مأوى سياحي خاص بالمدينة العتيقة
نحن مواطنو مدينة صفاقس مستاؤون لحالة مدينتنا المزرية ولعدم قيام السلطة بالرفع من شأنها.
ندعو الله أن ييسر لنا أمرنا وأن يعيد لمدينة صفاقس مجدها
ونطلب من سيادتكم سيد الرئيس الجمهورية الاستماع إلى شكوانا لإصلاح وضع مدينة صفاقس وولايتها.