عواصم – عرب 21:
أدانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية “الفعل الجرمي” الذي اقترفته جريدة “شارلي إيبدو” بعد الإساءة إلى الملك محمد السادس، متهمة وسائل إعلام فرنسية باستغلال فاجعة الزلزال الذي ضرب العديد من المناطق بالمغرب لشن “حملة إعلامية رخيصة لخدمة أجندة معينة وتصفية حسابات سياسية ضيقة ”.
وعبّرت النقابة الوطنيةً للصحافة المغربية عن إدانتها الشديدة “للفعل الجرمي الفظيع الذي اقترفته جريدة “شارلي إبدو” الفرنسية من خلال الإساءة المباشرة للملك محمد السادس، وأيضا من خلال التحريض المباشر للمواطنين بهدف عدم المشاركة في المساهمة المالية، التي فتح لها حساب بنكي طبقا للقانون لاستقبالها”، موضحة أنه الصحيفة الفرنسية “ادعت بصفة مباشرة بأن هذه الأموال لن تخصص لخدمة الأهداف المعلنة لها”، معتبرة أن السلوك “تصرف لا علاقة له بمهنة الصحافة النبيلة ويندرج في مفهوم ادعاء واقعة غير صحيحة ويجسد تجليا واضحا وفعليا للأخبار الزائفة ويعتبر سلوكا مشينا لا يصدر عن وسيلة إعلام تحترم أخلاقيات المهنة، بل هو سلوك معتاد من الصحف الصفراء الرخيصة”.
وأبرزت نقابة الصحافيين المغاربة،، في بيان توصلنا بنسخة منه، أن ما أقدم عليه المسؤولون عن “شارلي إيبدو” يندرج في “الحملة الإعلامية الرخيصة التي تطوعت بعض وسائل الإعلام الفرنسية، وفي مقدمتها “شارلي إيبدو” وقناة “BFMTV” وصحيفة “ليبيراسيون” وغيرها للقيام به”، مضيفة أن “وسائل الإعلام هذه تقوم بحملة سياسية بغيضة خدمة لأهداف معينة، وأن بعضها يتعامل مع المأساة التي يعيشها الشعب المغربي بخلفيات سياسية وإيديولوجية تعكس القناعات السياسية والإيديولوجية للمشرفين عليها تجاه القضايا السياسية المغربية الداخلية ”.
وسجلت النقابة المغربية أن بعض من الصحافيين الفرنسيين والعاملين في هذه المؤسسات الإعلامية الفرنسية، الذين جاؤوا إلى المنطقة التي تعرضت للزلزال المدمر، “ يقترفون مجموعة كبيرة من المخالفات المخلة بأخلاقيات المهنة، ليس فقط في ما يتعلق بالخطوط التحريرية للمؤسسات التي يشتغلون بها والتي تصرف عداء غريبا تجاه الشعب المغربي، ولكن أيضا من خلال مخالفات مشينة من قبيل نشر صور الأطفال والقاصرين ونشر صور أشخاص دون الحصول على موافقة صريحة منهم، وانتقاء الأشخاص الذين يستجوبونهم بدقة متناهية بما يخدم أهدافا معينة، وتركيزهم بشكل يفتقد إلى الالتزام بالتوازن عبر التركيز على بعض الاختلالات والنواقص ”.
وأشار البيان إلى أن بعض وسائل الإعلام الفرنسية “تخلت عن دورها الإعلامي المهني، وتحولت إلى فاعل سياسي مباشر، يتبنى مواقف سياسية بحمولة إيديولوجية صرفة”، إذ عوض نقل الأخبار المتعلقة بالكارثة التي حلت بالشعب المغربي ونشر المقالات التحليلية ولعب دور قنوات الحوار المثمر في نقاشات مفتوحة تركز على الكارثة وعلى الحلول وتنقل الأحداث كما تحصل في الواقع “ تعمدت هذه الوسائل تجنب القيام بواجبها واستبداله بنشر المواقف المغرضة والأخبار الزائفة والإساءة إلى المؤسسات الدستورية المغربية”، يضيف المصدر ذاته.
وأبدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية “أسفها الشديد” لما أسمته “المستوى المنحط الذي وصلت إليه بعض وسائل الإعلام في بلاد الثورة الفرنسية” مسجلة “بأسى عميق جدا استغلالها لكارثة طبيعية تسببت في مآسٍ إنسانية، اجتماعية ونفسية لأعداد كبيرة من المواطنين المغاربة، وفي صدمة عنيفة للشعب المغربي، واستثمارها لخدمة أهداف سياسية ”.
ودعت النقابة “المواطنين والمواطنات المغاربة، وعبرهم الرأي العام الجهوي والدولي، إلى الحيطة والحذر من خطورة السموم التي تنفثها هذه الوسائل”، مطالبة التنظيمات الصحافية المهنية الفرنسية بالتدخل لوضع حد للخروقات الخطيرة والانتهاكات الجسيمة التي تقترفها هذه المنابر ضد الشعب المغربي في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها.