بقلم: أ.حذامي محجوب
رغم أن إيران تعد وجهة سياحية قلّ نظيرها في العالم بما تتميز به من طبيعة غناء وتاريخ حافل وشعب مضياف، فقد شهد القطاع السياحي فيها عدة نكسات منذ عام 1979 بسبب العقوبات المفروضة على البلاد. بدأ هذا القطاع يتعافى بعد توقيع الاتفاق النووي في عام 2015، إلا أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق في عام 2018، وما تبعه من جائحة كورونا، أدى إلى تراجع السياحة بشكل كبير.كما ان التوتر مع القوى الغربية والتقارير المبالغ فيها حول قمع النساء والتلويح بإمكانية اعتقال السياح الأجانب في إيران أثرت سلباً على جذب السياح، رغم جمال البلاد وكرم الشعب الإيراني، الذي يجعلها قبلة لكل عشاق الفن والثقافة والإبداع.
وفقا لتقارير منظمة السياحة العالمية، شهدت السياحة الأجنبية الوافدة إلى إيران تراجعاً كبيراً منذ 2019 بعد عودة العقوبات الأميركية، تلاها حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ مطلع 2020. وبلغ مؤشر السياحة الإيرانية 9.107 نقاط في عام 2019، قبل أن ينخفض إلى 1.550 نقطة في العام التالي، واستمر في الانخفاض ليصل إلى 0.855 نقطة في عام 2021.
وفي ظل هذه الإحصاءات، أبدت الحكومة الإيرانية اهتماماً كبيراً باستقطاب السياح الأجانب ومواجهة المساعي الدولية الرامية إلى عزلها.
وضعت الحكومة برنامجاً متكاملاً لإنقاذ السياحة، بدءاً بإقامة معرض دولي للسياحة في طهران بمشاركة شركات سياحية من 47 دولة في فبراير الماضي، لترويج فرص الاستثمار في القطاع السياحي.كما تقدمت وزارة السياحة والتراث الثقافي والصناعات اليدوية بمقترح إلى وزارة الخارجية الإيرانية لإعفاء رعايا 50 دولة من تأشيرة الدخول إلى إيران، وهو مقترح تم تفعيله بشكل كبير. ( بدأ الإلغاء بشكل احادي للتأشيرات، ل32 دولة وهو رسالة قوية لشعوب العالم، حيث أظهرت إيران أنها مستعدة لفتح أبوابها أمامها، وتقديم المزيد من التسهيلات حتى تتمكن من زيارتها بسهولة والتمتع بمزاياها، وبالتالي مواجهة الإعلانات السلبية والشائعات وإخماد ظاهرة الإيرانوفوبيا ) وأطلقت الحكومة منصة رقمية “إيران سفر” لتنشيط السياحة وجعل السفر إلى إيران أرخص وأقل تكلفة عبر تنظيم رحلات سياحية لموظفي الحكومة بالتعاون مع القطاع الخاص إلى أجمل وجهات البلاد ومعالمها الفريدة.
وعلى صعيد السياحة الداخلية، قررت الحكومة تقديم قروض بنسبة فائدة منخفضة بقيمة 200 مليون ريال لكل أسرة إيرانية، لتنشيط السياحة الداخلية ودعم الصناعات التقليدية.
وضعت الحكومة خارطة طريق للنهوض بالسياحة العلاجية المتطورة جداً في إيران، حيث تعتبر التكلفة منخفضة مقارنة ببلدان أخرى.
تأمل الحكومة أن تسهم كل هذه الإجراءات في طمأنة السائح وجعله يشعر بالأمان لزيارة إيران في أي وقت من السنة.
صحيح أن إيران، باعتبارها قد اختارت نهج المقاومة منذ ثورة 1979، تتعرض لضغوطات وحملات تشويه كبيرة من قبل إعلام بعض الدول، إلا أن الإيرانيين لا يعيشون في حرب ويتمتعون بالأمن والأمان في كافة أنحاء البلاد.
إن الإيرانيين شعب مضياف يتنفس الفن ويحب الحياة وهو ذواق ويرحب بالأجانب.
كما تتميز المحافظات الإيرانية بمعالم أثرية فائقة الجمال وتنوع طبيعي وثقافي كبير.
يمكن للسائح زيارة العديد من المحافظات مثل أصفهان، شيراز، طهران، مشهد، يزد، وتبريز وغيرها، كل محافظة لها سحرها ويمكن الاستمتاع فيها بجمال الطبيعة واستكشاف التاريخ الغني والثقافة والصناعات التقليدية.
زيارة محافظة واحدة في إيران توفر للسائح تجربة شاملة ومتنوعة، حيث يلتقي بالجمال الطبيعي، والتاريخ العريق، والثقافة الغنية، والصناعات التقليدية.
لا تفوتوا فرصة زيارة إيران، حيث الطبيعة الساحرة، والتاريخ العريق، والشعب المضياف ينتظرونكم بأذرع مفتوحة.
زوروا إيران واكتشفوا كنوزها بأنفسكم!.