عواصم – عرب 21:
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الهند، في زيارة مدتها يومان، هي الثالثة له إلى هذا البلد الذي يعدّ شريكاً إستراتيجياً لفرنسا في المنطقة، يرافقه فيها ثلاثة وزراء ( وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه، ووزير الجيوش سيباستيان ليكورنو، ووزيرة الثقافة رشيدة داتي)، ووفد رفيع من المسؤولين والفاعلين في المجالين الثقافي والاقتصادي.
في بيانه عن الزيارة، أوضح قصر الإليزيه (الرئاسة الفرنسية) أن الرئيس إيمانويل ماكرون يزور الهند هذه المرة كضيف شرف بـ “اليوم الجمهوري”، وهو احتفال بتاريخ تفعيل العمل بالدستور الهندي، وذلك بدعوة من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي كان ضيف شرف فرنسا بمناسبة احتفالها الأخير بالعيد الوطني، يوم في 14 يوليو 2023، في خطوة تندرج في إطار تعزيز الشراكة الإستراتيجية الفرنسية الهندية، التي احتفلت بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيسها في عام 2023.
ستكون للزيارة، وفق الإليزيه، ثلاثة محاور رئيسية: المسائل المرتبطة بالقضايا العالمية، التي أثيرت في إطار مفاوضات مجموعة العشرين الأخيرة، التي عقدت في نيودلهي في شهر سبتمبر الماضي، ومسائل الأمن والسيادة في مواجهة التحديات العالمية الكبرى، والعلاقات الاقتصادية، لا سيّما في مجال الأمن والسيادة وقطاعات الدفاع والفضاء، وحتى الإنترنت.
ففرنسا تطمح لأن تكون لاعباً مهماً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتريد أن تكون قوة توازن، وجسراً بين الشمال والجنوب.
وسبق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن زار الهند مرتين، في عام 2018، ولحضور قمة مجموعة العشرين في شهر سبتمبر عام 2023.
سيجري إيمانويل ماكرون وناريندرا مودي مناقشات حول أوكرانيا والشرق الأوسط والصين، بالإضافة إلى التعاون الدفاعي الثنائي، وفقًا لمصادر دبلوماسية وتقارير صحافية في البلدين. ففرنسا والهند، وهما قوتان نوويتان، عملتا منذ فترة طويلة على تعزيز العلاقات الدفاعية، وهو ما يتضح من نية الهند الحصول على 26 طائرة رافال فرنسية إضافية، بالإضافة إلى الـ 36 التي سبق لها أن طلبتها. وتستمر المفاوضات بشأن بيع هذه الطائرات المقاتلة الـ 26 المخصصة للبحرية، بالإضافة إلى ثلاث غواصات من طراز سكوربين.
تبدو هناك العديد من أوجه التقارب في وجهات النظر بين فرنسا والهند على الساحة الجيوسياسية.. فالأولى، تريد فرنسا أيضًا الهروب من النظام العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة والصين. بينما تسعى الثانية إلى أن تصبح دولة متقدمة بحلول الذكرى المئوية للاستقلال في عام 2047 وتحدي التفوق الغربي في النظام الدولي. وفي مواجهة أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، تحتاج باريس ونيودلهي إلى شركاء، وتطالبان بإصلاح الحوكمة العالمية.