ساركوزي يحذر ماكرون من خسارة المغرب

باريس – عرب 21:

قدم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي تشخيصا دقيقا يستند للواقعية السياسية في بناء العلاقات الدبلوماسية والحفاظ على شركاء فرنسا، منتقدا سياسات خليفته الرئيس امانويل ماكرون في علاقة بطريقة تعاطيه مع العلاقة بين الجزائر وفرنسا، محذرا من أن سياساته ستنتهي إلى نتيجة تكون فيها باريس في وضع من لا يكسب ثقة الجزائر ويفقد في الوقت ذاته ثقة المغرب، لتركيزه على بناء صداقة مصطنعة مع الجزائر.

وفي مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، نصح ساركوزي الذي لم يشر صراحة إلى قضية مغربية الصحراء والتردد الفرنسي في الإقرار بمبادرة الحكم الذاتي التي طرحتها الرباط أساسا لحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، ماكرون بعدم “بناء صداقة مصطنعة” مع الجزائر على حساب المغرب.

وفي تعليقه على التقارب الذي يحاول ماكرون تحقيقه مع الجزائر وما سماه “بالمصالحة التاريخية” التي كان من المقرر أن تتحقق في الربيع بزيارة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى باريس، لكنها أجلت لأسباب لم يتم الإعلان عنها، أوضح أن القادة الجزائريين يستخدمون فرنسا “لتبرير إخفاقاتهم وافتقارهم للشرعية”. وقال إن سلطات الجزائر سترفض على الدوام “التصالح” وأنها فقط بأمس الحاجة “لتحويل الانتباه عن فشلها”.

وأعرب عن قلقه من تأثير جهود التصالح مع الجزائر على العلاقة مع الرباط. وقال “هذا التوجه يبعدنا عن المغرب، نحن نجازف بخسارة كل شيء، لسنا نكسب ثقة الجزائر ونحن نفقد ثقة المغرب”.

 ولم يكن الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي الشخصية الوحيدة التي نبهت ماكرون لتلك لعواقب استمرار الأزمة التي لم تعد صامتة مع المغرب، فقد سبقه إلى هذا الموقف الرئيس الأسبق فرنسوا هولاند الذي حثه على ضرورة إنهاء سوء الفهم.

وفي العام الماضي دعت شخصيات وطنية فرنسية بارزة ماكرون في ذروة أزمة التأشيرات، إلى ضرورة انهاء سوف الفهم والعمل على تعزيز العلاقات الثنائية، مشيرة إلى أن المغرب يعتبر شريكا استراتيجيا ووازنا.

وتشير تصريحات الرئيس الفرنسي الاسبق نيكولا ساركوزي التي جاءت بمناسبة التعليق على صدور كتابه الجديد ‘زمن المعارك’ إلى حالة الاضطراب في الدبلوماسية الفرنسية في علاقاتها بين الجزائر والمغرب وفي التعاطي مع قضية النزاع المفتعل في الصحراء.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد رسم حدود علاقات المملكة مع الشركاء وأنها تبقى رهين مواقفهم من قضية مغربية الصحراء وذلك حين أشار إلى أن المغرب ينظر لعلاقاته الخارجية بمنظار مغربية الصحراء، منهيا بذلك أي مناورات من قبل كثير من الدول من بينها فرنسا في ما يتعلق بالاعتراف بسيادة المملكة المغربية على كل أراضيها ووحدتها الترابية.