سعوديون عشقوا الفلسفة وابدعوا فيها !.

الرياض – عرب 21 – ابوبكر الصغير

 “لم اكن أفهم لماذا الفلسفة مهمة أو مفيدة ؟ لم أستطع في محاوراتي اليومية الخروج برد متماسك “، هكذا تحدثت لي طالبة سعودية ضمن فعاليات هذا المؤتمر المهم الذي عاشت على وقعه العاصمة الرياض طوال ثلاثة ايام متتالية.

 اضافت محدّثتي تقول : ” عندما حضرت وتابعت جلسات الحوار والنقاش خلال هذه الايام عشقت هذه المعرفة الانسانية، اي الفلسفة”.

 بالفعل هنالك الف سبب وسبب لتعشقها، الا تعني حبّ الحكمة والمعرفة، اليست الفلسفة بحدّ ذاتها قديمة قدم التفكير والتساؤل.

‫احتضنت مكتبة الملك فهد الوطنية في العاصمة السعودية الرياض خلال الأيام الثلاث الماضية النسخة الثانية من ” مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة “، والذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية.

‫ أقيمت نسخة هذا العام تحت عنوان “المعرفة والاستكشاف: الفضاء والزمان والبشرية”، بحضور ومُشاركة نخبة من ابرز المُفكِّرين والفلاسفة والعلماء في العالم.

‫ لا توجد معرفة تعلي من قيمة الانسان اكثر من الفلسفة فهي حصن الدفاع عن القيم العليا، كالحرية، والحق، والعدل، والتسامح. كما توجّه الفلسفة الى معرفة سبل الحق واكتشافها والالتزام بها، إضافة إلى اكتشاف مزالق الباطل والشر، ومحاولة تجنبها.

 الفلسفة تؤسّس لروح متسامحة، تمنح الفرد القدرة على احتواء العنف الفكري، وتوجيهه نحو صلاح المجتمع والفرد والإنسانية.

 وهي كذلك مؤسِّسة لقيم التسامح الديني، والفكري، والحضاري، وتزيد القدرة في الاعتماد على أسلوب الحوار أثناء التعامل مع الآخرين.

باختصار تقوّي الفلسفة السلوك العقلاني المنظم في حياة الفرد النفسية، والاجتماعية، والفكرية، والدراسية.

 مؤتمر الفلسفة في الرياض في دورته الثانية، كشف عن جيل جديد من الفلاسفة والمفكرين السعوديين بما مكّنه من تحقيق ما كان مرجوا منه ودفع بوعي جديد في صفوف الشباب السعودي وحتى عامة الناس.

 ما شهدته من متابعة واهتمام من قبل الحضور لفعالياته يؤكّد درجة الوعي والمستوى المعرفي الذي اصبح عليه الشعب السعودي الشقيق بما يرسّخ ذلك الشعار انّ المملكة العربية السعودية بلاد تسابق الزمن تقدّما ورخاء.