بقلم – أ. حذامي محجوب: رئيس تحرير
لم تنكر المملكة الأردنية الهاشمية، مشاركتها في التصدي للهجوم الإيراني على إسرائيل بالطائرات المسيرة والصواريخ، التي أطلقت من داخل إيران في سياق ردّ فعل عملية ” الوعد الصادق ” بعد استهداف من قبل إسرائيل القنصلية الإيرانية بدمشق والتي تعدّ في سياق اتفاقية فيينا عدوانا على ارض تحت السيادة الإيرانية.
ورغم الانتقادات المتعددة التي طالت الأردن من قبل العديد من الجهات العربية فانّ الموقف الرسمي الأردني ما فتئ يؤكد بأنه لم يقم إلا بضمان أمنه والدفاع عن سيادة أراضيه ومجاله الجوي.
أشارت جريدة ” الشرق الأوسط ” اللندنية إلى أن الأردن “هو البلد العربي الوحيد الذي عرقل الهجوم الإيراني على إسرائيل”.
و قد أعلنت المملكة الأردنية فعلا بانها سارعت بإغلاق مجالها الجوي ليلة السبت الماضي تحسبًا لاي هجوم خارجي، وأنها قد اعترضت “طائرات مسيرة” إيرانية دخلت مجالها الجوي وسقطت بعض الشظايا على أراضيها دون وقوع ضحايا أو أضرار كبيرة تذكر.
كما أشار موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي إلى أن هذه الحادثة تكشف عن حجم “التعاون والتنسيق الوثيق بين إسرائيل والأردن”، على الرغم من “التوتر الذي ظهر بين البلدين” منذ عملية 7 أكتوبر حول الحرب في غزة “.وبالرغم من ذلك، فإن المملكة الأردنية تسعى لأن تظهر بمثابة الحليف الاستراتيجي، وربما الشريك العسكري للدولة العبرية، التي ترتبط عمان بها بمعاهدة سلام منذ عام 1994، في حين ان الشعب الأردني عبر مرارًا عن دعمه لأشقائه الفلسطينيين في الشوارع.
فهل يدخل هذا التصريح ضمن الحرب الإعلامية الذي يشنها الإعلام الاسرائيلي على المقاومة في استفزاز واضح للبلدان والشعوب العربية ؟ أم إلى عداء يرى بعض المراقبين انه تاريخي بين النظام الهاشمي والنظام الإيراني ؟.
تجدر الإشارة إلى أن مشاركة الأردن في التصدي للطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية ” أثارت الجدل والانقسام” وغضب الكثير على شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي الأردنية.
وقد أكدت السلطات في عمان : ان التصدي لـ”عملية الوعد الصادق” يهدف قبل كل شيء إلى حماية سيادة المملكة من الصواريخ وهى موقف لا يمحو الثوابت الوطنية: أمن الأردن وشعبه خط أحمر “هذا ما ورد في جريدة ” الغد ” الأردنية القريبة من السلطة.
علاوة على ذلك، نقلت الصحف الرئيسية في البلاد، مثل جريدة “الدستور”، تصريحات الملك عبد الله الثاني في أعقاب الهجوم الإيراني وقوله : “لن تكون الأردن ساحة لحرب إقليمية “.
بعبارة أخرى، لم تختر الأردن جانبًا ضد آخر. أضاف بان : “إسرائيل التي تتحمل مسؤولية التصعيد”، من خلال استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق بسوريا.
و هو ما أعلنه وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي في وفقًا لصحيفة “جوردان تايمز”.
ومع ذلك، بالنسبة للكثير من المراقبين، تُظهر الإجراءات التي اتخذها الأردن ودول عربية أخرى غموضًا في وقت الهجوم الإيراني ليس فقط أن “التحالف الإقليمي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم ينهار “، كما كتبت صحيفة “جيروزاليم بوست”، ولكن أيضًا أن Middle East Air Defence (Mead)، ” الاتفاقية السرية للغاية التي تجمع معلومات الرادار وتنسق تدخلات الطائرات الحربية وبطاريات الصواريخ الأرض-جو، كما جاء في صحيفتي La Repubblica. وThe Wall Street Journal، تؤكد بان القوات الإسرائيلية والأمريكية نجحتا في صد المسيرات “جزئيًا “، لأن بعض الدول قامت بنقل معلومات سرية حول خطط هجوم طهران”. وذلك في إطار “تعاون دفاعي جوي على نطاق إقليمي”.
يبدو ان قوة إسرائيل لا تتجسد في انتهاكها لكل القوانين والأعراف الدولية فحسب بل كذلك في تحكمها في وسائل الإعلام الغربية وتوظيفها لمزيد التقسيم والفرقة بين الدول والشعوب العربية والإسلامية.