“عرب 21″…!

بقلم – أبوبكر الصغير

“ما زلت مؤمناً أنك إذا أردت تغيير العالم، فالصحافة سلاح فوري وأسرع”، هكذا تحدّث من يعدّ أعظم كاتب مسرحي في القرن العشرين “توم ستوبارد”، فما بالأمر بتغيير العالم العربي.

لا يختلف اثنان ولا يتناطح عنزان، إننا نعيش نهاية الزمن العربي، نهاية امة أبتلعها الدهر ولم تعد موجودة إلا في ذاكرة التاريخ، لم يعد للعرب في ذمة الزمن سوى القليل القليل من المآثر، أصبحوا شعوبا مفعولا بها، في عالم لا مكان فيه إلا للأقوى والأصلب.

قبل اكثر من قرن أنجز الأمير شكيب أرسلان مؤلَّفا بعنوان: “لماذا تأخَّر المسلمون ولماذا تقدَّم غيرهم؟” وكان يقصد آنذاك الغرب المسيحى؟.

طرح نفس السّؤال بعده، عشرات المفكّرين والكتاب العرب، لكن من المفارقة الغريبة العجيبة، لم نسمع حاكما او سياسيا واحدا طرح السّؤال ذاته!.

بما يدفع إلى التساؤل عن طبيعة العقل السياسي العربي؟ هل هو عصيٌ عن التغيير وتحقيق النّجاح، وهل بنيته وموروثه التاريخى والديني مركَبة بطريقة تجعل دولنا في حالة رفض للتقدّم والرقي؟

لماذا ينجح الآخرون ونفشل نحن؟

هل نملك نخبا عربيّة قادرة على ان تدفع بثورة التغيير والتنوير في العالم العربي؟

أين يكمن الإشكال تحديدا، هل في العقيدة أم الايدولوجيا أم النعرات القومية والشعبوية والقبلية؟ أم في أنظمة الاستبداد والتسلّط!.

نحتاج إلى تفكيك ومُراجعة وإعادة بناء؟

نحتاج إعمال العقل والحوار حول واقع امتنا وما يخفي لها المستقبل.

نحتاج إلى ثورة ثقافية تقطع مع الظَلام والتطرّف والاهمّ مع هذا الحنين للعودة إلى موروث التخلّف والانحطاط.

موقع “عرب 21″… سيكون صوتا للعقول النّيرة وأصحاب الرّؤى الحداثية المتطوّرة التي تأمل تغييرا لواقع عربي كارثي، تلك الأصوات التي تطمح لعالم عربي أفضل في هذا القرن الحادي والعشرين، هذا موقعها وهذا فضاء الحرية التي تنشده.

3 thoughts on ““عرب 21″…!

  1. لقد حطم شارلي شابلن بالمدفعية الثقيلة هتلر بفيلم ( الديكتاتور )قبل ان يحطمه الحلفاء .
    تخيل …تخيل مع جون لينون قبل الصعود الى الجبل ، تخيل تخيل واصنع ثورة .
    سلم مدادك ..

  2. القضية بسيطة جدا الامر يتعلق بامور ثلاث اولا نكران الذات ثانبا الثقة في الذات وثالثا الارادة والتاريخ حافل بالامثلة

  3. نكران الذات ناتج عن برامج التربية والتعليم من الروضة إلى غاية التعليم العالي. برامج خططها مسئولون لا يثقون بأنفسهم يعتبرون أن المدرسة الغربية هي الدرب الوحيد لإخراج شعوبهم من التخلف ويجهلون أن التقدم لا يتحقق بتقليد الأمم الأخرى. وما زاد في الطين بلة هو تدخل الاستعمار الثقافي الذي يحطم كل مبادرة وطنية وفكرية تصبو الاستقلال الفكري والثقافي والاقتصادي الذاتي. وبقدر ما نستمر في نكران الذات سوف تتلاشى هويتنا أكثر ولا نحقق التقدم المنشود…

Comments are closed.