عندما تتحول الرياض إلى عاصمة العقل والتفكير والتفلسف

اكبر تجمع على ارض عربية لفلاسفة ومفكري العالم

الرياض – عرب 21 – أبوبكر الصغير

 انّ لسان الناس كتاب على الأرض، فلا يهمل المرء قراءته، ولا يصدق كل ما يقرأه فيه.

 العلم هو ما يعرف والفلسفة هي ما لا يعرف ويجهل ويرغب ان يكتشف.

 اليس كما قيل انّ كل ما نعرفه عن العلم أو الدين يأتي من الفلسفة.

 إنها تكمن وراء وفوق كل المعارف الأخرى التي لدينا أو نستخدمها.

 لهذا كان مؤتمر بهذه الاهمية وفي عاصمة بلد ما فتئ يسابق الزمن تطوّرا وتقدما وهو المملكة العربية السعودية.

الرياض، مدينة للعقل وللتفكير والتنوير وكذلك للتفلسف حول انسان الغد وحول مصير البشرية بشكل عام.

قضية أهملها الساسة وتركوها جانبا، لكن اعمل فيها الفلاسفة والعلماء والمفكرون العقل داخل هذا الفضاء الرمز “مكتبة الملك فهد الوطنية”.

 كان اليوم الأول من هذا المؤتمر الحدث حول التفكير الفلسفي، “مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة “، في دورته الثانية تحت إشراف هيئة الأدب والنشر والترجمة بالمملكة العربية السعودية حافلا وثريا بهذا الحضور العالمي من ابرز الفلاسفة والمفكرين والمبدعين وكذلك مثقفي المملكة وطلابها.

المؤتمر ينتظم تحت شعار “المعرفة والاستكشاف: “الفضاء والزمان والبشرية”، شهد في يومه الاول الذي تواصلت اشغاله على مدار ثماني ساعات بدون توقف، تنظيم 8 جلسات حوارية و3 محاضرات علمية و4 ورش عمل للأطفال.

انطلق المؤتمر في فاتحته بجلسة علمية بعنوان: “التهيئة لعالم عابر للكواكب” أدارها ا.الدكتور في الفلسفة بجامعة ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية ” نيكولاس دي وارين “، كما ابدعت في الحديث فيها امراة سعودية عالمة تشغل خطة المُستشار الخاصّ للرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للفضاء، المهندسة مشاعل الشميمري، حول مقارنة للعيش في كوكبي المريخ والأرض، موضحة أهم الفروقات والتحديِّات التي تواجه البشر عند التفكير في السفر إلى كوكب المريخ، وكيف مطلوب اليوم ان نستعد ونتهيّأ لاكتشاف هذا الكوكب.

كما قدّم في نفس الجلسة الأكاديمي والناقد الأدبي والثقافي السعودي العلامة ا.الدكتور عبدالله الغذامي محاضرة قيمة ابهرت الحضور بعنوان: “البشرية في الفضاء: المجد أم السلطة؟ “، مؤكداً أنّ الإشكال يكمن في أنّ لدى البشر قدرة هائلة لصناعة الخير والجمال، وأنّ الإنسان مجبول على حب التنافس.

كانت كذلك مداخلة أستاذ الفلسفة المُساعد في جامعة الملك سعود، رئيس مجلس إدارة جمعية الفلسفة السعودية الدكتور عبدالله المطيري اكثر من راقية ومتميزة بما نال اعجاب الحضور الذين كانوا بالعشرات.، بنفس تقدير الموقف لمحاضرة الاستاذة بكلية الجبيل الجامعية بالمملكة شيخة اليلك، حول تعريفات بعض الفلاسفة والعلماء والكُتّاب والمؤلفين للبشرية، مفيدة بما هو موصول بموضوع المؤتمر الذي يُمثِّل رغبة عميقة وشغفاً لاستكشاف المعرفة الإنسانية.

 طرح كذلك الدكتور شايع الوقيان، موضوع “فلسفة السؤال”، وتعريف السؤال الفلسفي، وكيف يكون السؤال مفتاحًا للمعرفة، مناديًا بإعادة صياغة الأسئلة التي يُقدِّمها المجتمع.

 في حين تحدثت مدير عام مؤسسة بصيرة داليا تونسي، عن أساليب للتساؤل الفلسفي في الفصل المدرسي، وخط الأفكار والمسافة الفاصلة بين الكذب وغير الكذب، وكيفية إثارة المناهج الدراسية للأسئلة الفلسفية، فيما استعرض الأستاذ المُساعد في الفلسفة بجامعة طيبة الدكتور حسن الشريف، مناهج بعض الفلاسفة وتطبيقاتهم ومحاولاتهم للإجابة على أسئلة إبستمولوجيا الفضيلة، والتي تعني نظرية المعرفة الفضيلة، وهي مقاربة فلسفية معاصرة لنظرية المعرفة.

 على هامش أعمال اليوم الأول، عقدت 4 ورش ضمن فعالية “فلاسفة الغد”، وهي إحدى الفعاليات المصاحبة للمؤتمر التي تركز على تبسيط مفاهيم الفلسفة وجعلها أقرب لعقول الأطفال واليافعين.

ناقش المؤتمر، اضافة إلى هذه المواضيع في يوم اشغاله الأول، العالم الافتراضي وتأثيره على حياة الفرد والمجتمع، والأضرار التي تحدث للبيئة، وكيفية النظر إلى المستقبل من أجل محاولة معرفة كيفية مواجهة التحديات المستقبلية التي ستواجهها البشرية.

 انّ روح الفلسفة هي حبّ الحكمة، فهي وحدها القادرة على تعزيز السلوك العقلاني المنظم في الحياة الفكرية والنفسية والدراسية والاجتماعية للانسان وتنمية وعيه بذاته وبمحيطه والمراقبة الذاتية خلال التفكير والتعبير والفعل داخل المجتمع.

 يجمع العلماء على كون المعارف الفلسفية هي الأقدر على الأخذ بيد المجتمع نحو التمدن وتكريس المواطنة، لذلك كانت الفلسفة في كافة العصور القاطرة التي تسحب المجتمع بأسره من خلفها نحو التقدم والحضارة وحتى المجد.