بقلم – أ. حذامي محجوب: رئيس تحرير
عندما يعرف الجميع بالضبط ما يجب القيام به، وكيفية القيام بذلك ومن المسؤول عن القيام بذلك، فإن كل شيء يعمل بشكل جيد.
تم تعيين التونسي الأصل من عائلة يهودية غابرييل أتال رئيسًا للوزراء في فرنسا خلفا لاليزابيث بورن، ليصبح أصغر رئيس حكومة يتمّ الخيار عليه في فرنسا وفي الاتحاد الأوروبي.
التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بغابريال أتال في قصر الإليزيه قبل الإعلان عن التعيين لمدة ساعتين.
يحلّ أتال بماتينيون بعد أن شغل منصب وزير التربية الوطنية.
في سن ال34، هو أصبح أصغر رئيس وزراء يتم تعيينه منذ 1958 وبداية الجمهورية الخامسة.
.يذكر في فرنسا ان اصغر سن تعيين سبق اتال هو لوران فابيوس الذي كان عمره 37 سنة من قبل فرانسوا ميتران خلال فترة 1984 – 1986.
يعد تعيين غابريال اتال فارقا ضمن الاتحاد الاوروبي، على ال27 من الدول الاعضاء في الاتحاد، 17 من هذه الدول فقط لها رؤساء حكومات عمرهم اكثر من 50 سنة، بحيث ان معدل عمر رؤساء حكومات الإتحاد الاوروبي يساوي تقريبا 54 سنة.
لكن تعيين غابريال اتال ليس استثنائيا في تاريخ اوروبا، فقبله كان هناك العديد من الشخصيات التي وصلت الى هذه المسؤوليةً في سنه.
يمكن ان نذكر تافي روافس الوزير الاول لدولة استونيا في 2014، كذلك سانا ماران، الوزيرة الاولى لفنلندا سنة 2019 والتي كانت اصغر رئيسة حكومة في الاتحاد الاوروبي وفي العالم آنذاك.وقد استقالت في سن 37.
كذلك سنة 1998 فيكتور اوربان المجري عين وزيرا اول في سن 35.
لكن تجدر الاشارة الى ان الرقم القياسي قد سجله المستشار النمساوي سيبستيان كورز الذي وصل الى الحكم في سن 31 سنة 2017 لكنه سرعان ما تخلى عن المنصب بعد سنتين ليعود الى اعماله سنة 2020 في سن 33.
قد يحملنا هذا التعيين لوزير التربية الشاب في هذا المنصب المهم في دولة بمكانة فرنسا، الى التفاؤل باصلاح مدني تربوي للمدرسة وللمجتمع خاصة وان شعار ولاية رئيس الحكومة المقبل ” إعادة التسلح ” التي دعا إليها ماكرون في رسالته للعام الجديد، مشيرا إلى “إعادة تسلح صناعي واقتصادي وأوروبي”، فهل سيكون للاصلاح المدني مستقبل في فرنسا ؟ وهل ستوظف فيها قوة الشباب خلافا لما يحدث في بلدان اخرى محافظة يتولى فيها رؤساء الحكومات المنصب في سن متاخرة لدوام الحال ؟.
من أحسن سياسة نفسه وأهله، كان أهلا لسياسة الناس، فالسياسة عند أهلها غايتها تحقيق الممكن.