في احتفاليات ضخمة أبهرت العالم: السعودية تحتفي بيوم التأسيس

الرياض – عرب 21 :

احتفلت المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء 22 فيفري بذكرى “يوم التأسيس”، تحت شعار “يوم بدينا”، الذي يصادف ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، قبل 3 قرون، على يد الإمام محمد بن سعود.

 وأصدرت بالمناسبة دارة الملك عبدالعزيز مؤلفا بمناسبة انطلاق يوم التأسيس كجزء من مسيرة السعودية مشيرة الى انّه “مناسبة وطنية للاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية، واستذكار تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود منذ أكثر من ثلاثة قرون، وما حققته من الوحدة والأمن والاستقرار، واستمرارها في البناء والتوحيد والتنمية “.

فيوم الـتأسيس هو يوم أسست فيه الدولة السعودية, التي حققت الوحدة والاستقرار، توحد فيها الناس وازدهرت وانتشرت الثقافة والعلوم، في عاصمة الدولة السعودية الدرعية، التي كانت في يوم الثاني والعشرين من شهر فيفري من العام 1727 على موعد مع تولي مؤسس الدولة السعودية الاولى الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية، ومنذ تلك الانطلاقة صنعت السعودية مسارها التاريخي بين مملكات العالم ممتدة منذ يوم التأسيس لتفترش ثلاثة قرون من الإنجاز والثبات والاستقرار.

ويأتي الاحتفاء بهذه الذكرى، بعد أن أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمرا ملكيا في جانفي الماضي يقضي باعتبار 22 فيفري من كل عام يوما للتأسيس، ليتم الاحتفاء بهذه المناسبة لأول مرة وسط احتفالات وفعاليات ضخمة عمّت المملكة وأبهرت العالم وأكدت على الجذور التاريخية للبلاد.

وكان الإمام محمد بن سعود أسس الدولة السعودية الأولى في منتصف عام 1727 والتي استمرت إلى عام 1818 وعاصمتها “الدرعية”. وأصبحت هذه مدينة عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي، وتحتضن على ترابها معالم أثرية، إضافة إلى أن النظام المالي للدولة وصف بأنه من الأنظمة المتميزة من حيث الموازنة بين الموارد والمصروفات.

وقد هاجر كثير من العلماء إلى “الدرعية” لتلقي التعليم والتأليف الذي كان سائدا وقتها مما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ، وبعد سقوط الدولة السعودية الأولى استطاع الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود أن يسترد الرياض عام 1824 بعد سبع سنوات من العمل والكفاح، والتف الناس حوله وحول الأسرة المالكة من جديد.

وبعد فراغ سياسي في وسط شبه الجزيرة العربية استمر قرابة عشر سنوات، تمكن الملك عبدالعزيز آل سعود في الخامس الخامس عشر من يناير 1902 من إعادة تأسيس الدولة السعودية بعد أن استرد مدينة الرياض ليبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي، ويضع لبنة من لبنات الوحدة والاستقرار والنماء.

وفي 23 سبتمبر 1932 أعلن الملك عبدالعزيز توحيد المملكة العربية السعودية بعد أحداث تاريخية استمرت 30 عاما.

ويحتفل السعوديون باليوم الوطني للبلاد في 23 سبتمبر من كل عام تخليدا لذكرى توحيد الملك عبدالعزيز آل سعود، للمملكة عام 1932.

يذكر أن “يوم التأسيس” ليس بديلا لليوم الوطني السعودي الذي تحتفل به المملكة كل عام، ولكن السعودية أرادت من خلال الأمر الملكي الجديد بالاحتفال بيوم التأسيس أن تؤكد اعتزازها بالجذور الراسخة لهذه الدولة الممتدة لثلاثة قرون.

 انّ فكرة التأسيس تحمل الكثير من الأبعاد المهمة ذات العلاقة بكتابة تاريخ الجزيرة العربية بأكمله وأن هذه الدولة هي دولة السياسة والتاريخ والجغرافيا والقيادة وليس دولة النفط أو الثروة والغياب عن التاريخ، منذ العام 1727 حيث صنعت الدولة السعودية نموذجها المميز وأصبحت الحاجة مضاعفة من أجل إغناء تراث مرحلة التأسيس وتكثيف الكشف عن ملحمتها التأسيسية وتخصيصها بيوم مستقل للكشف عن مكنونها الحقيقي وملامح نشأتها التي يقدمها لنا التاريخ.