في حال مغرب اليوم…

الرباط – عرب 21 – ابوبكر الصغير:

إن الامم العظيمة لا تصنعها الصدف ولا الظروف المواتية، إنما تصنعها فترات تأسيسية استثنائية في تاريخها، وهي فترات يقرّرها حاكم او ملك.

 انها لا تبعث بشعارات او خطب، بل بصدى ارادة قيادة في نفوس من حولها.

 فالتقدم والحضارة هما نتيجة جهود العبقرية، لا نتيجة ثرثرة الخطابات والبلاغات.

 هذا هو حال بلاد المملكة المغربية التي تنطلق بارادة قيادية قوية مراهنة على قدرات الانسان المغربي في اعظم عملية بناء وتشييد عبر كلّ تاريخ المملكة المجيد الحافل بالانتصارات والمكاسب.

 قطع المغرب أشواطاً كبيرة على درب الإصلاح والتحديث والدمقرطة، والحدّ من الفوارق الاجتماعية، والقضاء على الفقر والبطالة والتهميش.

 تضاعف الدخل الداخلي الخام ثلاث مرات في حيز سنوات معدودات.

 يحتل المغرب اليوم المرتبة الثانية على صعيد القارة الافريقية خلف جنوب إفريقيا في مؤشر التطور والتصنيع الإفريقي الذي اصدره البنك الافريقي للتنمية.

 فالمغرب اصبح بلدا جد متقدما في مجال صناعة السيارات، كما أنه بدأ خطوات مهمة في مجال صناعة الطيران، حيث شرع في استقطاب الشركات المتخصصة في هذا المجال للاستقرار في البلاد لتعزيز هذا القطاع مثلما حدث مع قطاع السيارات في السنوات الأخيرة.

 مكن الأداء القوي للصادرات المغربية من أن يُصبح المغرب ثاني أكبر مصدر للسلع المصنعة في القارة الافريقية، بعد جنوب أفريقيا.

 ويمثل المغرب الآن 21,2 بالمئة من صادرات الصناعات التحويلية في قارة أفريقيا، متقدما بفارق كبير على منافسيه المباشرين مثل تونس ومصر.

 لم يكن ذلك ليتحقق وينجز الا بفضل دينامية الإصلاحات والسياسات القطاعية التي أطلقها الملك محمد السادس مند سنة 1999.

 المغرب يعدّ اليوم اكثر الدول المؤهلة لولوج نادي الدول الصاعدة.. وهو يعدّ ضمن قائمة البلدان التي تتوفر على أفضل اقتصادات العالم في مجال تحسن مناخ الأعمال.

 روى لي صديق مغربي عزيز معلومة لها دلالات كثيرة، انّ المغفور له الملك الحسن الثاني كان اوّل ما يطّلع عليه كلّ صباح قبل ان يباشر بقية مهامه، هو اسعار المواد الحياتية الاساسية لعيش المواطن، لانًه يدرك مدى اهمية قفة العائلة لدى شعبه الذي يعطف عليه فاحبه.

 في المغرب اليوم هناك استمرارية في منهج الحكم بين الاب وابنه، وهنالك اخلاص كبير وولاء لا حدود له من قبل الشعب للعرش الملكي.

 فلشخص الملك محمد السادس ومؤسسة العرش مكانة عظيمة تتاسّس على محبّة وعشق اكثر من خوف ورهبة..  لهذا يوجد في المغرب اليوم ملك صادق يوفي شعبه ويحب الخير له ويسعى من اجل مزيد اسعاده ورخائه، فكان ردّ هذا الشعب عطاء جهد وكدّ ومسيرة تنمية وتطوير وتحديث اصبح يعيش على وقعها هذا البلد الشقيق.