تونس – عرب 21:
إنها مأساة فعلا، ان يتمّ التغرير بشاب اختار ان يعيش من عرق جبينه وان يكون عونا لاخوته من ابناء بلده من المهاجرين.
إنها حكاية ياسين مفتاح الشاب الناقل التونسي الذي يعيش بمدينة ليون ويقوم برحلات دورية بين فرنسا وتونس والذي كان يشهد له برفعة الخلق والسلوك الحسن، وحرصه الاّ يرفض طلب ابناء بلده لخدمتهم ونقل اغراضهم لاسرهم واقاربهم.
داب على هذا العمل لسنوات ليصبح معروفا بامانته، لم لا وهو الاحرص على ان يفوز برضاء والديه الصالحين الذين ربياه احسن تربية.
في احد الايام خطّطت انطلاقا من مدينة ليون عصابة مجرمة بان تورّطه مستغلة طيبته بان كلفته ايصال ثلاجة الى تونس بعد ان دسّت فيها كمية من المخدرات.
لم يشكّ ياسين مفتاح لحظة واحدة انّ هذه الجماعة من ابناء بلده ستخونه وتغدر به.
وهو ما تمّ وحصل بالفعل، اذ حالما بلوغه ميناء حلق الوادي تمّ الكشف عن هذه الممنوعات ليجد هذا الشاب نفسه في ورطة لم يتخيّلها ابدا ويخسر كلّ ما كسبه في سنوات عمله.
اجتهدت العائلة كما تجنّد الاقارب والاصدقاء لجمع الشهادات والمؤيدات التي تثبت براءته، بالفعل تمكنت من كشف جوانب مهمة حول الجهة التي ورّطت ابنها لكن دون جدوى، ليسلّط على ياسين مفتاح حكم ابتدائي ب 14 سنة سجنا، بما يعني انهاء حياة من طمح ان يكون كما حرص على تربيته والده ذلك الشاب الصالح انسانا مثاليا في سلوكه وتربيته.
اليوم تتوجّه العائلة المصدومة بنداء رحمة للسيدة وزيرة العدل هذه القاضية الفاضلة ليلى جفال لاعادة النظر في ملف القضية والاّ يدان ابنها البريء المظلوم عن جرم لم يقترفه بقدر ما تمّ التآمر عليه من قبل عصابة من المجرمين لايزالون طلقاء الى حدّ اليوم.