بقلم: ابوبكر الصغير
يفكَر ويبدع الإنسان، تلك عظمته.
إذا كان الكون يستطيع أن يسحق الإنسان، فإن الإنسان أنبل مما يقتله، لأنه يعلم أنه يموت.
الإنسان نصف جسد ونصف روح.
عقل كامل، كذلك.
قد يكبل الجسد ويرمى في أعتى السجون.
لكن العقل الحر غير قابل للتكبيل أو الاعتقال.
اذ يمكن رؤية أشياء أخرى بشكل أوضح من خلال عين العقل، لا عين القلب مركز الجسد.
بدون أن نشعر ساهمنا في دعم الحمقى التافهين، انتصرنا للغباء، نشرنا الجهل.
في هذا الحال الذي أصبحت التفاهة صفة مميزة فيه، يصبح المجرم نجما، والفاسقة متصدرة تلفزيون معشوقة الجماهير، والسجين مبدعا، ليس ذلك الاّ مؤذّنا بفوضى قادمة.
فقدنا تلك قوى الضبط والبنى المؤسساتية التي كانت تعدّل وتنظّم وتضع المحاذير من مزيد السّقوط.
تساهم هذه القوى كذلك في حلّ المشاكل التي يواجهها المجتمع مهما استعصت واشتدّت حدّتها.
الغباء ليس جديدا، لقد كان موجودا دائما، سيظل موجودا دائمًا بثبات وثبات في المكان والزمان.
بذلك تكون الإنسانية هي النوع الوحيد الذي يحتوي في داخله على مجموعة محددة: مجموعة “الأغبياء”، وهي مجموعة “أقوى بكثير من المافيا” ومن كل المنظمات البشرية.
إن اخطر المشاكل واكبر المصائب أننا لم ننظر إلى الغباء على أنه عدو بما فيه الكفاية، حيث أننا انشغلنا فقط بالتصدي ومعاداة الأخر المختلف، مما جعل من هذا الغباء الشيء العظيم المنسي في كل معاركنا.
هكذا نكون انتصرنا في دعم الحمقى والتافهين !!.