قمة محمد بن سلمان التاريخية

اقوى موقف عربي اسلامي ضدّ اسرائيل

بقلم – ابوبكر الصغير

عندما قال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إن المملكة هي “أكبر قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين، وهي قصة هذا القرن”. ضمن مقابلة شاملة مع كبير المُذيعين السياسيين في محطة “فوكس نيوز” الأميركية، بريت باير، من مدينة ” نيوم”.

لم يستوعب الكثيرون دلالات تقدير الموقف هذا وخلفياته، ولم يدركوا انّ تاريخا جديدا يتاسّس في منطقة كم هي عزيزة علينا جميعا الخليج العربي.

قمة الرياض العربية والإسلامية المشتركة تؤسّس لاول توحد إسلامي عربي حول القضية الفلسطينية وهي تعد هزيمة ساحقة لإسرائيل، من خلال بيان تضمن أقوى لغة تصدر ضد إسرائيل في السنوات الأخيرة.

 اذ أصدرت قمة الرياض الاستثنائية، قراراً ختامياً، شمل 31 بنداً لدعم الشعب الفلسطيني، والضغط لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، والتمسك بـ”حل الدولتين” ومبادرة السلام العربية باعتبارها مرجعية.

وأدان البيان، العدوان الإسرائيلي على غزة، وجرائم الحرب والمجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، مشدداً على رفض توصيف حرب إسرائيل على غزة باعتبارها “دفاعاً عن النفس” وكذلك رفض تبريرها تحت أي ذريعة.

 كانت فعلا قمة تاريخية، قمة محمد بن سلمان، كان هنالك انجاز مهم جدا بهذا الحضور غير المسبوق الذي لم نشهده منذ عقود طويلة لقادة البلدان العربية والاسلامية على طاولة واحدة، ولم يكن الاّ ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان القادر ان يجمع ذلك.

 كما كانت خلال القمة رسائل سعودية واضحة لا لبس فيها تنسجم مع مواقف المملكة من قضية فلسطين التي تعدً من الثوابت الرئيسية للسياسة السعودية، والتي بدأت منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز الذي كان المؤيد والمناصر الأول للشعب الفلسطيني، واستمرت حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

لا احد بامكانه ان يزايد على مواقف المملكة من القضية الفلسطينية فهي الأكثر انخراطًا في هذه القضية على مدار كل العقود الماضية، فمواقفها ثابتة ودعمها للشعب الفلسطيني لا حدود له، تفعل ذلك بدون منّ او دعاية او ترجو مواقف سياسية او خدمة اجندات معينة.

 قد يغيب عن البعض انّ للمملكة مواقف تاريخية في المشاركة في تحرير فلسطين من الاحتلال عبر عدة معارك وحروب.

 تعددت المواقع والمعارك التي شاركت فيها القوات السعودية والمجاهدين السعوديين على أرض فلسطين، ومن أهم المواقع والمعارك التي شارك فيها الجيش السعودي ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين معركة دير سنيد وأسدود ونجبا والمجدل وعراق سويدان والحليقات وبيرون إسحاق كراتيا وبيت طيما وبيت حنون وبيت لاهيا وغزة ورفح والعسلوج ووتبة الجيش وعلى المنطار والشيخ نوران.

 واشتركت القوات السعودية في القتال على الخطوط الأمامية ضد القوات الإسرائيلية في غزة والمجدل. ودير سنيد،و أسدود،و نيتسايم جنباً إلى جنب مع القوات المصرية.

وكانت معركة قد اندلعت مع القوات الإسرائيلية عين خفر قرب قناة السويس، وقام فيها 8300 جندي سعودي بالصمود والتصدي للجيش الإسرائيلي المكون من 31600 جندي بعد اشتباك ومحاصرة للجنود السعوديين لمدة 4 أيام، صمد فيها وانتصرت القوات السعودية وانتهت المعركة بأسر 476 جندياً إسرائيلياً و1784 شهيداً من الجنود السعوديين.

 واليوم وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز تم إطلاق اكبر حملة شعبية عبر منصة “ساهم” لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتبرع خادم الحرمين وولي عهده بـ 50 مليون ريال وهو ما يؤكد ان السعودية تبقى دائما الداعم الاول لفلسطين.

 للتاريخ نذكر كذلك تلك الرسالة التي وجهها الملك عبدالعزيز إلى الرئيس الامريكي روزفلت، أكد فيها أن حق العرب في فلسطين لا يحتاج إلى اعترافات أو بيانات، وأن العرب هم سكان فلسطين منذ أقدم عصور التاريخ وكانوا سادتها والأكثرية الساحقة فيها في كل العصور، ولهم حقوق ثابتة أهمها حق الاستيطان منذ العام 350 قبل الميلاد.

 وهو الذي كذلك يذكر التاريخ مقولته في وداع أبناء السعودية المتطوعين في الحرب العربية – الاسرائيلية الاولى: ” أبناء فلسطين أبنائي.. فلا تدخروا جهدًا في مساعدتهم وتحرير أراضيهم “.

 صدق من قال: إذا طعنت من الخلف فاعلم أنك في المقدمة.