جدّة – عرب 21 – ابوبكر الصغير:
عندما حطت طائرة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في جدة كان حدثا مؤذّنا بان تاريخا جديدا يتأسس في المنطقة.
في جدّة حيث التقى الرئيس الأمريكي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إضافة الى المشاركة في الاجتماع الاستثنائي الذي ضم دول مجلس التعاون الخليجي الست، بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق، يدرك انّ جغرافيا سياسية تتشكّل في هذه المنطقة من العالم الذي يترقب مخرجات هذه القمة المهمة، وما ستسفر عنه من نتائج وقرارات، بما سيكون لها ما بعدها الذي يختلف كثيرا عمّا قبلها.
يرتبط حدث القمة بالتوقيت الطارئ مع هذه المتغيرات السياسية الجديدة، في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، التي كشفت عن ضرورة إعادة التوازن في العلاقات الأمريكية الخليجية كصياغة وتحالف معا.
انّ خيار واشنطن جمع هذه القمة على ارض المملكة اقرار بكونها قائدة العالم العربي والإسلامي وانّ التعاون معها سيكون حتما في صالح المنطقة بما سيؤدّي بلا شكّ الى تغيّر نهج الإدارة الأمريكية تجاه الرياض من خلال ترميم علاقاتها مع الدول المحورية، وفي مقدمتها السعودية التي اتخذت من الوسطية والاعتدال العربي نهجا لها.
فالرئيس الأمريكي جو بايدن افضل من يدرك أن المملكة العربية السعودية حجر أساس واستقرار ليس للمنطقة فقط بل لكلّ العالم، وأن التفاهم والتنسيق مع القيادة السعودية ضرورة لا بد منها في كل المراحل، وكذلك الأمر مع دول مجلس التعاون الخليجي.
لهذا تبقى السعودية الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاهله، رقم جامع للإنسانية لما فيه خيرها وصالحها.