قيس سعيد التقط اللحظة

بقلم – حذامي محجوب

رئيس تحرير عرب 21

 ان ما حدث فى تونس، استجابة الرئيس قيس سعيد لانتفاضة شعب ضاق ذرعا بحركة النهضة الاخوانية ولفظ قيادتها.

 انه ليس بانقلاب على الدستور، بقدر ما هو انتصار شعب نكلت به هذه الحركة، الدليل على ذلك الاستحسان الذي لقيته قرارات الرئيس الدستورية وردود الفعل الشعبية من فرحة وبهجة واحتفال.

 بل ان هذا القرار كان مطلبا عاجلا، وما هو إلا تسلسل طبيعى لنضالات ونداءات شعب، انه تصحيح لمسار خاطئ عانت منه كل المجموعة الوطنية من طبقات وفئات هشة ونخب وكفاءات وطنية وفنانين وعمال ونساء وشباب واطفال وشيوخ.

لقد أظهرت كل هذه الفئات عدم تقبلها لحكم الإخوان خلال كل استحقاق انتخابى فى السنوات الخمسة الماضية. ان حركة 25يوليو 2021 هي انتفاضة الشعب التونسي ضد تنظيم النهضة الإسلاموي الاخواني المعروف بتوجهاته الظلامية المتطرّفة.

 لم تحصل هذه الانتفاضة نتيجة تردى الأوضاع المعيشية وانهيار المنظومة الصحية بعد انتشار جائحة الكوفيد 19 فحسب، بل هي نتاج فشل حكومات حركة النهضة فى ادارة شؤون البلاد منذ 10 سنوات وتمكن “سرطان الإخوان الخبيث “من مفاصل الدولة وتدميرها وافلاس صناديقها باقتدار كبير لم يحصل لتونس في احلك مراحل تاريخها.

 ان حركة الاخوان تعتبر الاموال العمومية، والدولة ” غنيمة ” يتقاسمها قياديوها بمنطق التمكين والجزية.

بدأت حركة النهضة فى تونس تستشعر الخطر فى السنوات الخمسة الماضية التى حصلت فيها على نتيجة أقل بكثير مما حصلت عليه فى السنوات الأولى للثورة، أى ما بعد 2011 حين كانت تتمعش من عقلية المظلومية وتستعمل الدين للتأثير على الناس، حينها أدركت حركة النهضة أنه لا مناص من التحالف مع أحزاب أخرى ذات توجه مختلف تماما عنها فى محاولة لحصد مزيد من الأصوات بعد أن عزف الناخبون عن التصويت لها وفقدت شعبيتها داخل المجتمع التونسي، إلا أنها كانت وراء انهيار وتفتيت كل الأحزاب تقريبا التى تحالفت معها مثل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التكتل وحركة نداء تونس والمبادرة وتحيا تونس وغيرها …

ورغم استماتتها في درء الشبهات عنها وابعاد التهم التي حامت حولها والمتعلقة باضطلاعها وتورّطها في الاغتيالات السياسية والعمليات الارهابية التي طالت السياسيين ورجال الامن والجيش وشباب تونس، فان المجتمع المدني والمعارضة في البرلمان قد كشفا بالحجة والدليل عن جرائم التنظيم السري لحركة النهضة وعلاقته بالاغتيالات السياسية، وتسفير الشباب للقتال فى سوريا، هذا بالإضافةإلى الحصول على وثائق وتسجيلات سنة 2013 تثبت أن الحركة تتآمر على الأمن القومي.

لقد استعملت هذه الحركة كل الطرق للبقاء في الحكم وتذرعت بالانتقال الديمقراطي وبشرعية الصندوق، واستعملت اسلوب الخطاب المزدوج لتظهر حسن نواياها، وتخفي اهدافها، حتى انها اعتبرت نفسها حزبا مدنيا وتنصلت من جماعة الاخوان المسلمين بعد ان سقطوا وحوكموا في مصر، لكن موقف انقرة ( تركيا) اليوم مما حصل في تونس وموقف اتحاد علماء المسلمين يدل بكل وضوح ان حركة النهضة التونسية هي حركة اخوانية وانها ذراع رجا طيب اردغان في المنطقة وان مشروعها هو ” تتريك” تونس وعثمنتها، انها غير وطنية وهي مسؤولة عن تردي الاوضاع في البلاد واحتقانها.

فالمجد لتونس ولتظل تونس دولة مدنية حرة مستقلة،الاسلام دينها منذ القرن السابع.

 وسيسجل التاريخ للرئيس قيس سعيد انه التقط اللحظة وخلص البلاد من براثن الاخوان اللاوطنيين،

انتهى زمن الاسلام السياسي وطويت صفحة ربيع الخراب واغلق آخر فصوله هنا بتونس.

 نُقل عن ذلك العظيم علي شريعتي قوله : ” إذا اُستغل الدين من قبل السلطات الحاكمة لحفظ مصالحها فستحصل أسوأ فاجعة يسحق فيها الإنسان في الأنظمة المعادية للإنسانية ويصبح الدين شهيداً في سجلات التاريخ “.