عرب 21 – أبوظبي:
أبحر الكاتب والإعلامي الإماراتي فيصل باروت في كتابه الأول “موعدنا في هذا المكان”، مع الوجدان والأفكار والأحلام والمشاعر، متدثراً بالحب والأمل، ممكساً بتلابيب النجاة عبر خاطرته “السبع المنجيات” قائلاً:” أجمل خلق في الكون هن البنات” تربي الرجل، تشاركه فتات الحياة، والخير لمن بٌشر بأنثى.. هن عزوة الرجل في وجودهن تكتمل السمات. خٌلقن من ضلع يلوذ عنك مر النائبات.. ملائكة في الصغر، ومتكئاً حين يخذلك الدهر، فيهن وطن وفيهن سكن ومستقر”.
ويستكمل باروت خاطرته “السبع المنجيات” بالقول:” إن جار عليك الزمان وغدر، وطعنت بالسن، وقاربت أرذل العمر، اسمعني وخذ مني طيب العبر، فلن تجد إلا البنات، فيهن السبع المنجيات. هي الأم والجدة، هي الأخت والخالة.. الابنة والعمة والزوجة، هن مستقر كل ضالة، بل هن السبع المنجيات”.
وعندما تمسك بكتاب “موعدنا في هذا المكان” تذهب إلى غلافه الأخير فتطالع الكاتب متحرراً من القيود المشروطة قائلاً:” أضمن بأن كل من يقرأ هذا الكتاب سيجد جزءاً منه، إما بوصف حالة أو إجابة على تساؤل أو تأكيد معلومة”.
ومع كتاب “موعدنا في هذا المكان” نغوص في أنفسنا وطموحاتنا وأحلامنا بل ونرصد تجاربنا متناثرة في 211 خاطرة تشاركية.
ونسجت خواطر باروت كثير من مفردات حياتنا العملية والنفسية والذهنية والسلوكية يتصدرها حضور المرأة مدشناً عالمه الخاص بأنه لا حياة مع غياب الأنثى ، معبراً عنا جميعاً ومتشاركاً همومنا ومشاعرنا تجاه الأنثى.
وسطر باروت ألواناً من مشاعرنا تجاه الصمت، الغرور، الشوق، عواصف الحياة، مترجم الأفكار، قصة السعادة، معادلة النجاح، الحب، الحزن ، القلق ، والتغير، الترقب ،الاستسلام، والنهوض .
وتكونت عناوين خواطر باروت من كلمة واثنتين، مضمناً الكتاب ثلة من الشعر الحر منها “بقايا فتاة “، “وقت المساء”، و”انظميني شعراً”.
وجاءت خواطر باروت ممزوجة بالموسيقى اللفظية في الجناس والسجع، والمحسنات المعنوية في الطباق، عن بيئته المحلية عبر المفردات الإماراتية المنبثقة من ثقافة العطاء والصبر وجينات الصحراء في الصلابة والنهوض والتسامح والصفح وذلك عبر نظم نحوي وبلاغي جيد.
وطرح الكاتب والإعلامي فيصل باروت في 231 صفحة من كتابه “موعدنا في هذا المكان تساؤلات ومشاعر متنوعة ومتضاربة ومتفاءلة في محاولة لدمج علوم التنمية البشرية بمجال كتابة الخواطر”، حسب تعبير الكاتب نفسه في كتابه.
وعبر غلاف كتاب “موعدنا في هذا المكان” الصادر عن دار “أوستن ماكولي للنشر”، تتساءل عن الزمان والمكان لتدرك الموعد مع الكاتب فكانت الرسالة غير المكتوبة “التأمل” هو الطريق لتحقيق العنوان معنوياً ومادياً بقيم تعزز جدارة الحياة.
ومع “وقود النجاح “، يرشدنا الكاتب إلى أن الألم وقود النجاح، فلا تقض يومك تندب حظك، بل قم وانفض غبار الألم، واصنع من معاناتك قصة نجاح، فالأبطال لا يولدون أبطالاً، بل هم من يصنعون مصيرهم.
وفي خاطرة “استمتع بالقليل” يقول الكاتب: “أحياناً نحتاج بأن ننقطع عن العالم، ونستمتع بالقليل الذي نملكه، فلا شيء يدوم”.
ويستمر المؤلف في دعم رصيد التنمية البشرية ذاتياً عبر خاطرة “مترجم الأفكار” فيقول: “أحتاج لشخص يترجم أفكاري لا يطلق الأحكام، أريده بمجرد أن أعقد العزم على شيء ينظر إلى بابتسامة تملؤها الرغبة ويقول :”شو تنتظر”؟.
وشكلت المساحات البيضاء في صفحات الكتاب منطقة لاستنشاق اوكسجين الحياة بالنظر تارة والصمت تارة والشعور بالفضاءات القابلة للحلم تارات عديدة لتصبح العبارات والكلمات المعدودات في عدد من الصفحات ملامح للطريق نحو استعادة الطموح والثقة في القدرات الذاتية والمساواة في تلقي الألم والتعثر والسقوط للعودة إلى الصعود وتحقيق النجاح بطعم المعاناة وليس بطريق الصدفة.
وكان للصمت تواجداً كبيراً في خواطر المؤلف ليتحدث عنه صراحة وأخرى بالرمز والتلميح قائلا: ” هناك فضائل كثيرة في حياتنا لا نستطيع بلوغها إلا إذا صمتنا، فقد تعلمت من الصمت أنه أفضل وسيلة لإيصال المعلومة وأن أصفح عمن يسئ إلي، ولا ألتفت لفتات التزلف من البعض”.
ويخلص الكاتب إلى أن القاعدة رقم واحد في قانون الحب: أنه لا توجد قواعد للحب ، فيما يخبرنا بأننا سنتفاجأ من حجم التغيير الذي تحدثه الكلمة الطيبة.
وفي مخاطبته لأحزانه، كان نور الايمان عنوان رسالته قائلا:” اتركوني أغرق في حزني..لا عزاء لي إلا أملي بتناوب الليل والنهار وبزوغ فجر اليقين لتنير قلبي بأن ما كتبه الله لي هو خير”.
وفي ” أنت قوي” كان التساؤل طريق باروت في لقائه معنا قائلاً:” هل تعلم أنك أقوى من أن تستند على أحد؟ وأجمل من أن تنتظر الثناء على جمالك، وأحلم من أن ترد على كل إساءة؟، مجيباً على التساؤلات المشروعة بالقول: “أنت أيقونة في عالمك، ولا حاجة لك في باقي العوالم، كن كما أنت، وليذهب المنتقدون للجحيم”.