عواصم – عرب 21:
لا يعلم الكثيرون، انه في اواسط القرن الماضي لمًا حصلت معركة مع القوات الإسرائيلية عين خفر قرب قناة السويس، وقام فيها 8300 جندي سعودي بالصمود والتصدي للجيش الإسرائيلي المكون من 31600 جندي بعد اشتباك ومحاصرة للجنود السعوديين لمدة 4 أيام، صمد فيها وانتصرت القوات السعودية وانتهت المعركة بأسر 476 جندياً إسرائيلياً و1784 شهيداً من الجنود السعوديين.
كما ان من أهم المواقع والمعارك التي شارك فيها الجيش السعودي ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين معركة دير سنيد وأسدود ونجبا والمجدل وعراق سويدان والحليقات وبيرون إسحاق كراتيا وبيت طيما وبيت حنون وبيت لاهيا وغزة ورفح والعسلوج ووتبة الجيش وعلى المنطار والشيخ نوران.
76 عامًا تفصل بين مشاركة الجيش السعودي في الدفاع عن فلسطين عام 1948 في عهد الملك المؤسس عبد العزيز وأوامره بتمويل وتجهيز أهل فلسطين بالمال والعتاد لإنقاذ فلسطين، وبين هذا الانجاز العظيم الذي يبادر به اليوم سمو ولي العهد محمد بن سلمان في سبيل نصرة القضية الفلسطينية.
يجمع المراقبون الدوليون انّ الأيام القادمة ستكون الأصعب بالنسبة لإسرائيل، حيث بدأت السعودية بمحاصرة إسرائيل سياسياً وإيقاف حرب غزة عن طريق الحشد السياسي الدولي غير المسبوق.
المُثير بالأمر ان السعوديين استطاعوا إقناع دول غير مسلمة في اوروبا، وهذا ما يُعد إختراقاً للدبلوماسية الإسرائيلية ونجاحاً للمؤسسة الدبلوماسية السعودية العريقة.
انّ التحركات والجهود والضغوطات الدبلوماسية السعودية خلال الفترة الاخيرة والمستندة على المكانة العالمية والثقل الدولي، وبتوجيه من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، كانت نتيجتها تفاعلا وتجاوبا عالميا للاعتراف بدولة فلسطين، في موقف يؤكد الإجماع الدولي على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
الدبلوماسية السعودية بتوجيه من سمو ولي العهد مارست ضغوطًا دولية بهدف تحقيق مطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية حيث أظهر المنتدى رفيع المستوى للأمن والتعاون الإقليمي الذي عُقد بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، أولى علامات الاستجابة لهذه الضغوط من خلال وجود توجّه لدى عدد من دول الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستثمرت المملكة استضافتها لمنتدى الاقتصادي العالمي لحشد رأي عام دولي تجاه الاعتراف بدولة فلسطين؛ حيث عقدت 4 اجتماعات خلال 48 ساعة تضمنت اجتماع اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية والاجتماع الوزاري المشترك للشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية، واجتماع دول السداسي العربي بوزير الخارجية الأمريكي، إضافة إلى الاجتماع التنسيقي لدعم جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين، حيث قادت المملكة المجتمع الدولي خلال هذه الاجتماعات للخروج بقرارات وبخطوات مهمة لإقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتوقيت وسياق هذا الاعتراف.
وفيما تتواصل يوميًا التحركات والاتصالات السعودية الرسمية لإيجاد مسار موثوق به بما يحقق السلام العادل ويحقق الاستقرار للمنطقة، يأتي اعتراف مملكة النرويج ومملكة إسبانيا وجمهورية إيرلندا بدولة فلسطين انتصارا وشاهدا على قوة ومكانة السعودية وتأثيرها العالمي، بعد أن تجاوزت العديد من التحديات لتحقيق هذا الإنجاز.
كما كان للبيان التاريخي الذي أصدرته المملكة في وقت سابق الموقف المشرف، بعد أن تم فيه إبلاغ الإدارة الأمريكية بموقفها الثابت من أنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.