تونس – عرب 21
التاريخ يخبرنا أن العظمة والمجد والخلود هو ملك لمن يصنعه، لمن يسعى إليه، وليس للطامعين فيه وحسب، طمعا في ثروة أو شهرة أو مكانة في سلطة.
يُسطِّر لنا التاريخ العديد من المواقف والأعمال العظيمة لشخصيّاتٍ كان لها أكبر الأثر في تغيير الأحداث وتطوُّرها، كما كانت لهم بصمةٌ واضحةٌ في مجالات حساسة لها أهمية في مصير الشعوب والأمم ومستقبلها.
كان هنالك رجل له من الثقة بالنفس ما جعله يعتقد اعتقاداً راسخاً بإمكانية تحقيق الهدف بإذن الله رغم جميع الظروف والتحديات. لم يحاول أو يسعى للبحث عن حلم خذل الجميع وهو ان تعود ليبيا الشقيقة إلى واحة أمان وسلام.
حمل العجرودي أمله وحلمه وجمع في وقت عجز فيه الجميع الفرقاء الليبيين، لمّ شمل أهل البلاد، قادة القبائل ورؤساء المدن واعيان الجهات..
جمعهم بعد فرقة ليلتقوا ضمن مؤسسة “المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية”، وقف إلى جانبهم لتكون لهم كلمة واحدة وموقف واحد وصوت واحد ونداء واحد وعنوان واحد هو : “ليبيا الوطن والشعب”.
لم تكن مهمّة العجرودي هينة ولم يكن لا الموقف ولا المبادرة امرأ مرحّبا به من قبل جماعات وأحزاب وتنظيمات ومليشيات لا همّ لها إلا اقتسام غنيمة اسمها : “ليبيا وثرواتها”.
حمل العجرودي صوت وموقف هذه القبائل، بل صوت وموقف الشعب الليبي بعد ان جمعهم في لقاء وحدة وتوافق إلى كلّ عواصم القرار، إلى قادة العالم من باريس إلى واشنطن مرورا بموسكو وروما لتستكمل الرحلة في قمّة افريقية كان مهندسها العجرودي نفسه لمجلس قبائل ومدن ليبيا تحت إشراف الرئيس الكونغولي ورئيس اللجنة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي حول ليبيا، دينيس ساسو نغيسو، وبحضور رئيس المجلس الوزير العجيلي البريني وكلّ مشائخ وقادة واعيان قبائل ورؤساء مدن ليبيا، بعد ان انطلقت رحلتهم من هنا في تونس حيث جمعهم العجرودي لتتّجه الطّائرة الخاصة في رحلة مباشرة إلى الكونغو.
كان هذا المؤتمر لبنة التاسيس للمصالحة الليبية – الليبية ووضع خريطة الطريق لما تحقّق فيما بعد في اجتماعات المصالحة والتسوية وتشكيل القيادة السياسية الجديدة.
أضاء العجرودي قنديل سلام في ليبيا، سيذكر التاريخ انّه لم ينشغل في البحث عمّن أطفأه بقدر ما زرع أملا وخيرا ومحبّة في قلوب أبناء شعب أحبه وأحبوه أبناؤه.
ألم يقل إن الأمل يخلق دواعي المثابرة والجهد والكفاح خاصة اذا كان الهدف والغاية امان وسلامة شعب غالي وعزيز وهو الشعب الليبي الشقيق.