عواصم – عرب 21:
إن محادثات جدة بشأن الحرب في أوكرانيا أبرزت قبل كل شيء الدور الهام كوسيط الذي تسعى السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان للعبه.
حيث نجحت في ان تضع نفسها في قلب الدبلوماسية الدولية، بتأكيد المملكة العربية السعودية انها لاعب دولي أساسي، ليس فقط بالنسبة إلى الطاقة والاقتصاد العالمي فحسب، ولكن أيضا على الساحة الدبلوماسية.
لهذا، فإن هذا المؤتمر الحدث هو إذا بمثابة نجاح كبير للمملكة ولقيادتها.
في بداية الحرب الروسية – الأوكرانية رفضت الرياض لعب لعبة طرف على حساب الاخر، والاصطفاف بطريقة كاريكاتورية مع وجهة نظر حلفائها التقليديين، وهو ما يعد موقفا متقدما وغير مسبوق، لأنّ بعض العواصم الغربية لا تزال تعتقد ان دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية حلفاء طبيعيين لها !.
انّ المملكة تدرك انّها لا بدّ لها من موقع متقدّم ودور في اعادة البناء الجيو – سياسي العالمي لتكون في مصاف القوى الكبرى، وهذا ما نجح فيه ولي العهد الامير محمد بن سلمان بان جعل الرياض واجهة المشهد العالمي والرقم الصعب فيه. من الواضح اليوم انّ طريق السلام العالمي يمرّ عبر السعودية باعتبار ما غدت تملكه من مكانة استثنائية عالمية وحياد ومشروع سلام ورؤية مستقبلية حيوية انتقلت من النجاحات الداخلية إلى أنموذج تعايش انساني كوني يقوم على قيم السلام والاستقرار والامان لكلَ شعوب العالم.