مغرب المستقبل.. (الجزء الثالث ): مجتمعات عدة في مجتمع واحد

الرباط – عرب 21 – ابوبكر الصغير :

 في تجوالي عبر مدن وارياف المغرب، فوجئت بالاهمية التي يعطيها الاشقاء المغاربة وهم استثناء في محيطهم الاقليمي للحضارة والثقافة الامازيغية.

 اللغة الامازيغية تدرّس، هنالك اذاعات وقنوات تلفزيونية ودوريات، حتى علامات الطرقات والشوارع نجد بجانب العربية اللغة الامازيغية.

 يحتفل الامازيغ منذ اكثر من 2970 سنة في يوم 12 جانفي من كل سنة بانتصار الملك الأمازيغي شيشنيق على ملك الفراعنة رمسيس الثالث.

 المغاربة هم احفاد الأمازيغ الذين يسمّونهم كذلك بالرجال الأحرار الذين كانوا يعرفون بالقوة والبأس.

 ورثوا منهم جمال الملامح، حيث أخذت المغربيات مأخذا عظيما من الجمال، تتلألأ عيونهن الملونة كألوان السندس، وبشرتهن البيضاء والشقراء المنقوشة بالنمش كأنه ياقوت منثور على وجناتهن، بالإضافة للوشوم الأمازيغية التي تجمع بين التراث والرقة.

 تتميز التركيبة السكانية للمغرب بالوحدة والتنوع، هنالك حرص على المحافظة على هوية الجماعة بقدر ما تحافظ الهوية على الارث الحضاري سواء في بعده الخاص او بتنوع الثقافات وتعدد الهويات الاجتماعية.

 يعدّ المغرب من البلدان الأكثر تسامحا وانفتاحا في العالم، حيث يتعايش في نسيجه المجتمعي ديانات متعددة استطاعت أن ترسم لها مسارا سلميا تتشابك فيه العلاقات وتتداخل فيه تفاصيل الحياة اليومية بما مكن المغرب من ان يرسخ نفسه نموذجا فريدا في المنطقة وفي العالم العربي للتنوع والتعددية الدينية والثقافية والتماسك التام والتعايش بين الأشخاص من مختلف الأديان والثقافات والمعتقدات، بما جعل من المملكة المغربية احدى اهم الوجهات التي تستهوي الباحثين عن الأمن والاستقرار.

 لا يميّز المرء في المغرب بين من هو مسلم او يهودي او مسيحي او غير ذلك فالرّابط هو الله والملك والوطن..

 ما فتئ الملك محمد السادس يؤكد في كل مناسبة أن الحوار بين الأديان وتكريس التعايش الإيجابي في ما بينها والتفاهم والتعاون حول أهداف إنسانية سيكون رافعة أساسية لتجنيب البشرية شرور الفتن والأوجاع والمعاناة.

بل طالب العاهل المغربي وفي موقف حضاري بان يسعى الجميع إلى جعل الحوار بين الأديان هدفا ساميا مشتركا بين مكونات المجموعة الدولية، لافتا إلى أنه ينبغي الدفاع عن هذا الهدف في المحافل الدولية واعتباره أحد معايير الحكامة الديمقراطية ومن مؤشرات احترام التعددية والتنوع الثقافي.

 في جانب متّصل يسجل تاريخنا الحديث انّ الملك الحسن الثاني كان أول من بادر باستقبال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عام 1985 في أول زيارة يقوم بها قداسته لبلد إسلامي.

 مع الاشارة الى انّه اذا كان الإسلام دين الدولة، فإن دستور المملكة المغربية يؤكد على أن : “ الدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية ”.

 انّ التسامح هو زينة الفضائل فالمرء لن يستطيع أن يعطي بدون الحُب، ولن يستطيع أن يحِب بدون التسامح.

 تلك هي مملكة الخير، حيث النفوس الكبيرة والقلوب الرحيمة المتسامحة.