الرباط – عرب 21 – ابوبكر الصغير:
هناك تصور حديث، بأن كل السياسات ” دولية ” بامتياز. هذا اقتراح يتعارض مع التمييز بين “الوطني”و “الدولي” وهو أمر أساسي لكل من العلوم السياسية المعلومةً والعلاقات الدولية التقليدية.
المغرب بلد ثري متعدد في مكوناته القومية واللغوية والثقافية فهو المكون العربي،و المكون الأمازيغيو المكون الاندلسي، وهو المسلمونو اليهود الذين عاشوا في وئام في بلد جميل جدا يتميز بتاريخ حضاري عميقو بموروث من التقاليد المتناقلة من جيل إلى جيل.
لا شيء ثابت في المغرب، كلّ شيء يتقدّمو يتطوّر نحو الافضل، حتى الثقافة حية وتنبض يومًا بعد يوم في إيماءات يومية بسيطة، في الحفلات أو الطقوس أو ببساطة العادات اليومية.
لهذا يبرز سرّ انفتاح المغربو المغاربة على العالمو انتشارهمو تواجدهم في كلّ البلدانو المدن..و غالبا ما يحملون معهم تراث بلدهم من عاداتو تقاليدو ازياءو لباسو اكلاتو حتى الشاي المغربي الذي غدا ماركة عالمية لا يغيب عن مائدة.
انعكس هذا الثراء على صورة المغرب بالخارج الذي غدا بلدا دبلوماسيا كبيرا بامتياز، باعتماد سياسة خارجية تتاسّس انطلاقا من رؤية الملك محمد السادس، ركيزتها تعزيز القدرة الاستباقية للمملكةو اعتماد مجموعة من الرافعات التي من شأنها أن تدعم اشعاعو حضور المغرب دوليا بالتالي النجاحات التي حققتها دبلوماسيته خلال الاعوام الماضية.
ديبلوماسية تميزت بالتنوع معتمدة طرقا متنوعة منها التقليديةو الاقتصاديةو الثقافيةو حتى الدينية والروحية لتوسيع نطاق تأثير ونفوذ المملكة في محيطها الاقليميو الإفريقيو خاصة أهمية استمرار الدفاع عن مغربية الصحراءو الترويج لمقترح الحكم الذاتي عبر اختراق الدول الداعمة للطرح الانفصالي.
كما انّ من اهم عناوين هذه السياسة الحفاظ على سيادة المملكةو أمنها الوطنيو حماية مصالحها الاقتصادية والاجتماعية.
أصبح المغرب على مدى عقود دولة بصوت مسموع، نصيرا للقضايا العادلةو للشعوب يحظى بالاحترام على المستوى الدولي لأنه يتبنى دبلوماسية منسجمة.
انّ بفضل الدبلوماسية الملكيةو الرؤية التي حددها الملك محمد السادس، فإن الإنجازات التي حققها المغرب جعلت من المملكة قوة رائدة دوليا.و دوى صوتها عاليا في كلّ المحافلو الهيئاتو المنظمات الدولية، لانّه ببساطة لا توجد ديبلوماسية اسمها الصمت.
————
الجزء الثالث من سلسلة هذه المقالات – المغرب: مجتمعات عدة في مجتمع واحد.