مفاتيح لفهم الانتخابات الرئاسية الإيرانية !

عواصم – عرب 21: أ. حذامي محجوب

يتوجه الإيرانيون اليوم الجمعة لصناديق الاقتراع في انتخابات رئاسية مبكرة لاختيار خليفة للرئيس السابق إبراهيم رئيسي الذي توفي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر.

 ومن بين أكثر من 80 شخصاً سعوا إلى الترشح، أعلنت السلطات المختصة تأهل 6 مرشحين بناء على تدقيق من جانب مجلس صيانة الدستور، وهو لجنة من رجال الدين والقانون يشرف عليها المرشد الإيراني علي خامنئي.

 تحت عنوان “إيران في عالم اليوم”، اجريت المناظرة الرابعة بين المرشحين الستة للانتخابات الرئاسية الإيرانية، مساء الاثنين، والتي تمحورت حول سياسة البلاد الخارجية.

 – سعيد جليلي:

 رأى المرشح سعيد جليلي أنّ الاتفاق النووي لم يحل مشاكل الشعب.

 وأكد انه تم تشكيل لجنة مكافحة العقوبات وعشرات البنى التحتية للتعامل معها مضيف: ” وهذا لا يكفي، ويجب أن نجعل العدو يندم على العقوبات، ولهذا لدينا خطة عملية ومن واجبنا تحييدها والقضاء عليها “.

 شدد على مكانة الاقتصاد في السياسة الخارجية وقال: ” يجب وضع اقتصاد البلاد في السياقات الاقتصادية العالمية ويجب أيضًا تحديد الأولويات. ينبغي أن نرى كيف يمكننا تحقيق أقصى استفادة من التفاعلات مع البلدان المجاورة حيث لدينا معها الكثير من القواسم المشتركة “.

 وأشار إلى الفرص الفريدة في دول المنطقة وأضاف: ” فقط سوق صناعة البتروكيماويات التحويلية في المنطقة يبلغ 135 مليار دولار، وحصتنا صغيرة جداً ويجب أن تكون لنا حصة فاعلة فيها “.

وشدّد جليلي على وجوب الاهتمام بكل دول العالم في سياسة إيران الخارجية، وليس فقط بدول قليلة، هي الدول الأكثر عدائية لإيران، لافتاً إلى أنّ هناك كثيراً من الدول التي تتمتع بأرضية مشتركة مع إيران للتعاون معها، وعلى رأسها دول الجوار.

ورأى جليلي أن إيران يجب ألا تفوّت الفرص المتاحة أمامها من أميركا اللاتينية إلى دول أفريقيا إلى دول الجوار كسوريا وباكستان، ولاسيما دول محور المقاومة، مؤكداً أن إيران قادرة شرط أن تدار من قبل رئيس قادر وكفوء.

 – محمد باقر قاليباف:

 أشاد المرشح محمد باقر قاليباف بالشهيد قاسم سليماني، مؤكداً أنه “نموذج لنا جميعاً” في دبلوماسية الميدان، وأنه كان يملك قدرة حل المشكلة وايجاد الوحدة والإجماع الوطنيين، ويمضي ليله ونهاره لإيجاد الانسجام في البلاد “.

وشدّد قاليباف على ضرورة احباط العقوبات عبر استئناف المفاوضات، ومن خلال رفع النمو الاقتصادي.

 وقال قاليباف: ” أولويتي في الحكومة الرابعة عشرة في السياسة الخارجية هي الدبلوماسية والسياسات التي أقرتها الدولة، لدينا العشرات من القضايا المفتوحة وشبه المفتوحة، أولويتنا هي إغلاق القضايا، بهذه الطريقة، القضية الأهم هي التوافق والوحدة على المستوى الوطني “.

 وأكد: ” سنتفاوض بالتأكيد وسنتوصل بالتأكيد إلى اتفاق، بالطبع، اتفاق في إطار السياسات المعلنة، اتفاق يجلب منافع اقتصادية، ويمضي خطوة بخطوة “.

وقال كذلك: ” السياسة الداخلية هي امتداد للسياسة الخارجية والعكس صحيح. وفي مجال التفاوض، سنتفاوض بالتأكيد كما اتبعه الشهيد رئيسي، وسنصل بالتأكيد إلى اتفاق، بالطبع، اتفاق يكون في إطار السياسات العامة وقانون العمل الاستراتيجي (الذي اقره مجلس الشورى الاسلامي حول الاتفاق النووي) “.

 واضاف قاليباف قائلا: ” هنا نعد كل الشعب أن همنا هو حل مشاكلهم بالأولوية الاقتصادية “.

 وأكد كذلك، أنه يقبل التفاوض ويتابع هذا الأمر، وأوضح: البند (6) من قانون العمل الاستراتيجي يمنح ايران الفرصة للمضي قدماً خطوة بخطوة واتخاذ الإجراءات المضادة وهذا يعني أنه بإمكاننا إعادة إرساء البروتوكول الإضافي الذي أوقفه قانون العمل الاستراتيجي مقابل الإفراج عن بيع النفط “.

وأوضح: ” سيكون الامر عبارة عن خطوة مقابل خطوة. على سبيل المثال، قمنا بعملية التخصيب بنسبة 60% بناء على إجراء استراتيجي، وإذا كانوا يعتزمون الإفراج عن بعض الأمور مثل شؤون البنك المركزي والتأمين وغيرها، فسنعود بالتأكيد إلى الاتفاقيات السابقة ونقوم بخطوة مقابل خطوة “.

 وتابع قاليباف: ” عندما نواجه عدوًا، وقد رأينا سلوك ترامب من قبل، يجب أن نجري المفاوضات بطريقة محسوبة؛ وأنا متأكد من أن هذا الموضوع سيتم متابعته بجدية في مجال رفع الحصار “.

وأوضح قاليباف: ” أن هناك فرصا ثمينة جدا في مجال تحييد العقوبات “، وأوضح: ” إن قدرة منظمات شنغهاي وأوراسيا والبريكس من بين هذه القدرات، وفي البريكس لدينا 24 مليار دولار من القضايا المفتوحة والمعلقة في العقود المبرمة مع الدول الناشئة. كل هذه الدول مناهضة لأمريكا ويمكنها العمل مع جمهورية إيران الإسلامية “.

واعتبر قاليباف: ” أن النجاح في البلاد يعتمد على جناحين وقال: ” جناح الأمن وجناح الاقتصاد، وفي المجال الأمني، وبالتعاون مع الجيران والدول الإسلامية أوقفنا تدخلات أمريكا وعطلنا هيمنتها وعلينا ايضا ان نستفيد من الفرص الاقتصادية “.

 – علي رضا زاكاني:

بدوره، ذكّر المرشح علي رضا زاكاني بأنّ الطرف الآخر هو من أحرق الاتفاق النووي، مؤكداً “لسنا نحن من أحرقناه”.

 ورأى زاكاني، ” أنّ العالم كله بات يدرك قدرات إيران الداخلية والإقليمية “، لافتا الى الانجاز الذي حققته الجمهورية الاسلامية الايرانية بالانضمام الى منظمة “شانغهاي” ومجموعة “بريكس”، في فترة حكومة الشهيد السيد رئيسي.

وأوضح زاكاني: ” عندما تتحدث عن تحرير القدس، وعندما تتحدث عن اضطهاد الشعب الفلسطيني، هنالك متلقون لهذا الخطاب حتى في أمريكا نفسها، لأن الثورة الإسلامية تعتمد على نتائج مبنية على الكرامة “.

 وتابع بشان رؤيته للسياسة الخارجية: ” يجب كسر الحصار عن إيران وتبديد الصورة السوداء التي رسموها عنها وخير الرسل لهذه القضية هم الإيرانيون في الخارج والمستضعفون في كل العالم، وخاصة في محور المقاومة.

 وأوضح هذا المرشح، أن المحور الثالث لنشاطه هو سياسة الجوار وتعزيز محور المقاومة، وقال: ” لدينا قدرة فريدة في المنطقة، خاصة بعد عملية الوعد الصادق وطوفان الأقصى تغيرت المعادلات الإقليمية، لذا يجب استخدام كل القدرات واستخدام سياسة الجوار “.

 وقال زاكاني: ” النقطة الاخرى في الدبلوماسية الاقتصادية هي تعزيز الاقتصاد الايراني، وعلينا أن نستخدم كل قدراتنا العالمية والإقليمية والمحلية وأن نجعل الآخرين يعتمدون علينا بدلاً من ان نعتمد نحن على الآخرين. وهذا مهم للغاية عندما تقوم بإنشاء قدرات داخل البلاد بحيث تعتمد عليها 36 دولة في الشمال والجنوب وتنقل البضائع عبر إيران، فان هذا الامر يخلق القدرة لإيران “.

 – امير حسين قاضي زادة هاشمي:

 ورأى المرشح امير حسين قاضي زادة هاشمي أنّ الاتفاق النووي: ” كان مجرد خسارة أضرت بالبلاد، وأن دبلوماسية الشهيد حسين أمير عبد اللهيان كانت من منطلق قوة، وكانت مزيجاً بين تحسين العلاقة مع الشرق والغرب “.

 وفيما يتعلق بسياسة إيران في مجال الجيران، قال: ” في مجال الجيران، كانت سياسة إيران دائما هي إحلال السلام والهدوء ومنع التدخلات الأجنبية، ويجب أن تكون لدينا علاقات مع جيراننا وأن نمنع التدخلات من خارج المنطقة “.

 – مسعود بزشكيان:

وسأل المرشح مسعود بزشكيان عن البديل من الاتفاق النووي بالنسبة إلى معارضيه، مؤكداً أنّ القدرات العسكرية الرادعة التي حققها حرس الثورة الإسلامية “مثار فخر بالنسبة إلينا”.

 وقال بزشكيان إنّ السياسة الخارجية هي أفضل طريقة لرفع العقوبات عن إيران، وإنه ينظر إلى دول المنطقة كفرصة، وسيعمل على توظيف السياسة الخارجية لتعزيز الأخوّة مع دول المنطقة “.

 وقال هذا المرشح: ” إذا أردنا حل مشاكل البلاد الاقتصادية وعلاقتنا مع العالم وازدهارها، فيجب علينا حل العقوبات الظالمة بأساليب مختلفة. يجب أن نضع اللمسات النهائية على الاتفاق مع FATF (مجموعة العمل المالي الدولية) يومًا ما. لأننا دون ذلك نشتري بسعر باهظ الثمن ونبيع بسعر رخيص. الكثير من أموالنا وصفقاتنا واتفاقياتنا هي أمثلة على ذلك “.

 واضاف: ” ما قلته منذ البداية، أن الأمر يجب أن يحل بالاستفادة من آراء الخبراء، وأعتقد بقوة أنه يجب المضي قدما مع الخبراء، وما دمنا لا ننظر إلى المشاكل بهذه الرؤية فان مشاكل العقوبات لا تحل بهذه السهولة “.

 وقال بزشكيان: ” إذا لم نقبل خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) ولم نحلها، وإذا لم نقبل الاتفاق مع (فاتف) فلن تحل المشكلة “.

 – مصطفى بورمحمدي:

 اكد المرشح مصطفى بور محمدي ضرورة التركيز على السياسة الداخلية ايضا، واعتبر أن السياسة الخارجية تاتي امتدادا للسياسة الداخلية، وقال: “إذا كنا قادرين في الداخل، فيمكننا التقدم بأهدافنا في الساحة الدولية”.

 كما دعا الى الاستفادة من آراء الخبراء، وقال: ” أعتقد بقوة أنه يجب المضي قدما مع الخبراء، وما دمنا لا ننظر إلى المشاكل بهذه الرؤية فان مشاكل العقوبات لا تحل بهذه السهولة “.

 واكد المرشح مصطفى بور محمدي ضرورة التركيز على السياسة الداخلية ايضا، واعتبر أن السياسة الخارجية تاتي امتدادا للسياسة الداخلية، و”إذا كنا قادرين في الداخل، فيمكننا التقدم بأهدافنا في الساحة الدولية”.

 في سياق متصل تظهر نتائج العديد من استطلاعات الرأي حول هذه الانتخابات التي صدرت في الأيام الأخيرة، تقدّم بزشكيان على منافسيه المحافظين، منها استطلاع لمؤسسة متا الإيرانية، أجرته يومي السبت والأحد الماضيين، وأظهرت نتائجه أن 24.4% من المستطلعة آراؤهم سيصوّتون لبزشكيان، مقابل 23.4% للمرشح قاليباف و21.5% لجليلي. كما أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إيسبا يومي السبت والأحد الماضيين، ارتفاعاً متدرجاً لأصوات بزشكيان الذي حصل على 24.4% من تأييد المستطلعة آراؤهم، وتلاه جليلي بـ24%، ثم قاليباف بـ14.7%.