مهازل وخنار.. في الاختبار !!

القيروان – عرب 21:

يستطيع الجاهل طلب ما يعجز عشرة حكماء عن تلبيته. وليس أدل على الجهل من التزمت وصنع المعرفة وإدعاء الثقة والامانة.

كنا تحدثنا عن هذه المحنة المظلمة التي تعيشها مؤسسات ومصانع بمنطقة عزيزة علينا جميعا تعدّ افقر الجهات بتونس وهي ولاية القيروان، تشهد كارثة غريبة عجيبة من عراقيل ادارية وتجاوزات ومظالم.

هذه المؤسسات تتبع مجمع الحبيب السبري من بينها الشركة المتوسطية لتثمين الرمل والمعادن (SOMEVAM). وشركة مروى لإستغلال ومعالجة المواد الإنشائية الدولية (SMETRAM INTERNATIONAL) اضافة الى مجمعات واستثمارات اخرى وهي عنوان حديثنا اليوم، عن احد اهم الاستثمارات اتجه اليها مجمع السبري في منطقة سيدي بوزيد، استثمارات بمائات المليارات ستغير وجه المنطقة تماما وتجعلها قطبا عالميا باعتبار ما سيقام فيها من مشاريع متطورة.

قامت كفاءات هي مفخرة لتونس من المجمع المذكور باعداد الدراسات والاختبارات الضرورية والتمويلات وكذلك الاستعداد لانتداب وتشغيل الاف الشبان من ابناء الجهة.

و كالعادة وفي سياق هذه السياسات التآمرية للدولة العميقة وبعض العصابات سنذكرها لاحقا بالاسم تلك التي لا تريد الخير لهذه البلاد ولم نرها يوما قامت بعمل واحد خدمة ولصالح الشعب، انطلقت ماكينات العرقلة والتشويه لتضرب في مقتل هذا المشروع وتحرم جهة نائية في اوكد الحاجة اليه منه فيتعطًل الانجاز.

 لكن اغرب ما حصل في هذا السياق تقرير عجيب غريب لمن تقدم نفسها كونها خبيرة فلاحية يتم رفعه لمحكمة الجهة قبل اشهر هو بمثابة ادانة واعلان مواقف بل اوامر لسلطة هي بمثابة روح العدالة والانصاف ومصدر ثقة الناس.

 الغريب انً هذه الخبيرة نصًبت نفسها صاحبة امر ونهي وموقف سياسي وعارفة بالشان السياسي والاقتصاد والمال والاعمال وحتى الاستراتيجيا !!.

 تعظم المصيبة عندما تضمّن هذه الخبيرة العجيبة اختبارها حول هذا المشروع بتقديم ” موقف صحي طبي ” وتتحدث عن الامراض ومضاعفاتها على صحة الانسان وحياته !!.

 هذا تجاوز خطير واساءة لعدالة ناجزة، لانّ المحكمة من حقّها وحدها وصلوحياتها ان تحدّد وتتبيّن المضار الصحية او البيئية لاي مشروع موضوع خلاف وتتّجه لهذا الغرض لخبراء مختصين من اطباء ومهندسي بيئة مضمنين بجدول الخبراء وتكلفهم بذلك، ولا ترتقب من خبيرة فلاحة ان تتجاوز وتقوم بهذا العمل.

 نعلم جميعا انّ مهمة الخبير العدلي محدّدة قانونا كون عمله فنيا بحتا حسب مجال اختصاصه فقط، يستعين به القضاة لتوضيح مسألة فنية فقط وبالتالي ليس عليه ان يجتهد او ان يبدي مواقف او انطباعات شخصية بما يخلّف انطباعا بانه ينحاز لطرف ما.

 بإمكان المرء أن يقاوم الشرّ ولكن ليس بإمكانه أن يقاوم الجهل خاصة اذا استفحل ببعض العقول.